نام کتاب : مباحث في إعجاز القرآن نویسنده : مصطفى مسلم جلد : 1 صفحه : 289
الخاتمة
كانت هذه جولات سريعة مع آي الذكر الحكيم في الآفاق والأنفس حاولنا أن نلقي فيها الأضواء على جهود السلف في إبراز الإعجاز في النظم القرآني، بعد أن ابتدع المعتزلة القول بالصرفة، وتصدى لمقولتهم علماء المسلمين، فكان سببا لقيام صرح علم البلاغة.
وقد أطنبنا القول في الإعجاز العلمي، لأن العصر الحالي عصر اكتشاف سنن الله في الكون والآفاق وتسخيرها للإنسان.
ولما كانت المعجزة قرينة الرسالة، ولما كان القرآن الكريم معجزة الرسالة الخالدة، فلا بد من أن تقام الحجة بالقرآن الكريم على كل جيل من الأجيال ليذعن أهل الإنكار والجحود في كل عصر لعظمة منزله، ويوقنوا في قرارة نفوسهم أنه كلام الذي أحاط بكل شيء علما، الذي يعلم السر في السماوات والأرض.
وكلما تقدمت الوسائل العلمية، وتوسعت دائرة المعرفة البشرية ستفتح آفاق جديدة أمام الباحثين في إعجاز القرآن الكريم.
وعلى أهل الاختصاص من علماء المسلمين أن يعايشوا القرآن المجيد ويستنطقوا آياته لكشف الأستار عن الإشارات القرآنية وتلميحاته عن الحقائق المودعة في مخلوقات الله، لتكون أبحاثهم ونتاج جهودهم وسيلة لتحقيق وعد الله سبحانه وتعالى: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) [فصلت: 53].
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
نام کتاب : مباحث في إعجاز القرآن نویسنده : مصطفى مسلم جلد : 1 صفحه : 289