نام کتاب : مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه نویسنده : عدنان زرزور جلد : 1 صفحه : 226
ولو أن دارسا لنص قرآني دراسة أدبية حمل قوله تعالى: وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (3) - في سورة الأعلى- على غير الهداية العامة التي تشمل جميع المخلوقات لذهب بمعنى الآية ونظم السورة جميعا! يقول الشيخ محمد عبده:
«فعلى المحقق أن يفسر القرآن بحسب المعاني التي كانت مستعملة في عصر نزوله، والأحسن أن يفهم اللفظ من القرآن نفسه بأن يجمع ما تكرر في مواضع منه وينظر فيه، فربما استعمل بمعان مختلفة، ويحقق كيف يتفق معناه مع جملته من الآية، فيعرف المعنى المطلوب من بين معانيه».
3 - ثم يقول الأستاذ الإمام- رحمه الله-: «إن القرآن يفسّر بعضه بعضا، وإن أفضل قرينة تقوم على حقيقة معنى اللفظ:
- موافقته لما سبق من القول.
- واتفاقه مع جملة المعنى.
- وائتلافه مع القصد الذي جاء له الكتاب بجملته!» [1].
ومعنى ذلك أنه لا بد للدارس هنا أن يراعي التناسب بين السابق واللاحق:
بين فقرات الآية الواحدة، وبين الآيات بعضها وبعض، أي إن وجه هذا الارتباط بين الآية الواحدة، وبينها وبين سائر الآيات، يجب ألا يهمل على الإطلاق للمفسر بوجه عام، ولعل الخلافات الشديدة التي قامت بين المتكلمين وبين الفقهاء في فهم الآيات كان مصدرها- أو أحد مصادرها الأساسية- عدم مراعاة هذا الارتباط وهدم فكرة النظم- كما تدعى في بعض الأحيان- أو وحدة الموضوع!
إن الواقف على الصورة الأدبية للقرآن، الملم بإعجازه وأسلوبه، لا يقبل أن [1] يمكن القول: إن الأستاذ الإمام رحمه الله يعد، بهذا المنهج الذي أشار إليه، وبما سماه «الأحسن ... » في النقطة السالفة، واضع اللبنات الأولى فيما أضحى يعرف اليوم بالتفسير الموضوعي.
نام کتاب : مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه نویسنده : عدنان زرزور جلد : 1 صفحه : 226