مفردات القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا للإيمان. بما [1] أنعم علينا بالقرآنِ. وحفظه عن النسيان. وتحريف البيان. بما يسَّره على اللسان. وبما أحيا لغةَ بني عدنان. على تقادمِ الزمان - ثم الصلاة على سيدنا محمد الذي أيّده الله بأقوى سلطان. وأبقى برهان. بما أرسله بهذا الفرقان [2].
أما بعد. فهذا كتاب في مفردات القرآن، جعلتُه مما نحوّل إليه في كتاب "نظام القرآن"، لكيلا نحتاج إلى تكرار بحث المفردات إلا في مواضع يسيرة يكون فيها الصحيحُ غيرَ المشهور، فنذكر بقدر ما تطمئن به القلوب السليمة.
ولا نورد في هذا الكتاب من الألفاظ إلا ما يقتضي بياناً وإيضاحاً، إمّا لبناء فهم [1] الكلام أو نظمه [2] عليه. فإن الخطأ ربما يقع في نفس معنى الكلمة، فَيُبعِدُ عن التأويل الصحيح؛ أو في بعض وجوهه [3]، فيُغلِقُ بابَ معرفةِ النظم. وأما عامة الكلمات فلم نتعرّض لها، وكتب اللغة والأدب كافلة به. ومع ذلك تجد هذا الكتاب إن شاء الله تعالى محتوياً على جُلّ ما يقتضي الشرح من ألفاظ القرآن.
وقبل الشروع في شرح الألفاظ نقدِّم بعضَ أمورٍ كلّيةٍ تزيد الناظر بصيرة. [1] في المطبوعة: "مما"، وهو خطأ مطبعي. [2] بعده في المطبوعة: "الذي هو غاية الهدى وتمام التبيان". ولم أجد هذه الزيادة في الأصل أو غيره. [3] في المطبوعة: "وجوهها". والصواب ما في الأصل. والضمير يرجع إلى المعنى.