وجمع الأقوال [1]. وأثنى عليه صاحب كشف الظنون قائلاً بأنه "أحسن الكتب المؤلفة في هذا الشأن" [2].
(2) كتاب المفردات: أسباب التأليف ومقاصده:
بعد هذه الكتب المشهورة وغيرها من المؤلفات الكثيرة في تفسير ألفاظ القرآن، عزم الإمام الفراهي على تأليف كتاب جديد في هذا الموضوع، وجعله جزءاً من مشروعه القرآني العظيم المشتمل على اثني عشر كتاباً، وكان كتاب المفردات أول الكتب الثلاثة منها التي ألفها لتمهيد الطريق إلى فهم القرآن على الوجه الصحيح. وهي كتاب المفردات، وكتاب أساليب القرآن، وكتاب التكميل في أصول التأويل. فما الذي دعاه إلى ذلك؟ أفرأى خَلّة فيما ألفه السابقون من كتب غريب القرآن، فأراد سدّها، أم كان غايته التلخيص والتهذيب والتيسير؟.
للإجابة عن هذا السؤال نرجع إلى المقدمة الأولى من الكتاب التي عقدها المؤلف على بيان مقصد الكتاب والحاجة إليه، ونلخص ما قاله فيها في النقاط الآتية:
1 - المعرفة بالألفاظ المفردة هي الخطوة الأولى في فهم الكلام، وبعض الجهل بالجزء يفضي إلى زيادة جهل بالمجموع، وإنما يسلم المرء عن الخطأ إذا سد جميع أبوابه. فمن لم يتبين معنى الألفاظ المفردة من القرآن أغلق عليه باب التدبر، وأشكل عليه فهم الجملة، وخفي عنه نظم الآيات والسورة.
2 - ولو كان الضرر عدم الفهم لكان يسيراً، ولكنه أكثر وأفظع. وذلك بأن المرء قلما يقف على جهله، بل يتجاوز موقفه، فيتوهم من اللفظ ضد ما أريد، [1] صدرت للكتاب ثلاث طبعات أولاها في إستنبول من دار السيد للنشر سنة 1407 هـ بعناية محمود محمد السيد الدغيم، وهي طبعة مصورة من نسخة الكتاب المحفوظة في مكتبة نور عثمانية (إستنبول). [2] كشف الظنون: 1208.