{إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} [1].
ولكن الرأي في غير المشهود ربما يكون يقيناً، ويطلق الظن عليه بالمعنى الأعم، من غير تضمنه الشك، كما قال أوس بن حجر:
الألْمَعِيُّ الَّذِي يَظُنُّ بِكَ الـ ... ـظَّنَّ كَأنْ قَدْ رَأَى وقَدْ سَمِعَا (2)
وقال دُرَيد بن الصِّمَّةِ:
فَقُلْتُ لَهُمْ ظُنّوا بألْفَي مُدَجَّجٍ ... سَرَاتُهمُ فِي الفَارِسيِّ الْمُسَرَّدِ (3)
وقال تعالى حكاية عن قول المؤمنين في القيامة:
{إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} [4].
(67) الغيب (5)
(1) الغيب اسم الحِدثان من غابَ غَيباً وغَيْبَةً وغِياباً وغُيوباً ومَغيباَّ. [1] سورة الجاثية، الآية: 32.
(2) البيت من قصيدته الرائعة التي يرثي بها فَضَالة بن كَلَدة الثقَفي. انظر ديوانه: 53.
والبيت وحده في اللسان (لمع) وانظر تخريجه في الديوان: 157.
الألمعي: الذكي المتوقد الحديد القلب. وقال أيضاً من قصيدة في ديوانه 122:
فقومي وأعدائي يظنّون أنّني ... متى يُحدِثوا أمثالَها أتكلّمِ
قال ابن قتيبة في الشعراء: 204 "يظنون: يوقنون، وليس من ظن الشك. قال الله جلّ وعزّ: {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} التوبة: 118، أي أيقنوا".
(3) البيت من قصيدته المذكورة في ص 281 انظر الأصمعيات 107 وهو من الشواهد المشهورة. انظر مثلاً مجاز القرآن 1: 40 وتأويل المشكل: 144، وغريب القرآن: 406، والطبري 1: 262؛ 13: 87؛ 25: 138. واللسان (ظنن).
مُذَجَّج: تام السلاح. سراتهم: ساداتهم وأشرافهم. الفارسي: الدرع المصنوع بفارس. المسرّد: المحكم النسيج. [4] سورة الحاقة، الآية: 20.
(5) تفسير سورة البقرة: ق 22، المطبوعة: 58.