الفصل الأول أولاً: تعريف الشعائر:
الشعائر لغة: أشعرها جعل لها شعيرة، وشعائر الحج مناسكه، وعلاماته، والشعيرة، والشعارة، والمشعر معظمها، وشعائره معالمه التي ندب الله إليها، وأمر بالقيام بها، وكلما ألزقته بشيء أشعرته به، والشعائر جمع شعيرة، على وزن فعيلة ... ومنه الإشعار للهدي، والمشاعر المعالم، واحدها مشعر [1].
قال عطاء في الشعائر: ((جميع ما أمر الله به، ونهى عنه)).
وقال الحسن: دين الله كله، كقوله: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [2].
قال القرطبي: ((وهو الراجح الذي لا يُقدَّمُ غيرهُ؛ لعمومه)) [3].
ثانياً: سبب النزول، وأقوال العلماء فيما نسخ من هذه الآية وما لم ينسخ:
قال الشوكاني: ((إن سبب نزول هذه الآية أن المشركين كانوا يحجون ويعتمرون، ويهدون، فأراد المسلمون أن يغيروا عليهم فنزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ الله ... } [4] إلى آخر هذه الآية، فيكون [1] القاموس المحيط، فصل الشين، باب الراء، 2/ 59. [2] سورة الحج، آية: 32. [3] الجامع لأحكام القرآن الكريم للقرطبي، 6/ 37. [4] سورة المائدة، الآية: 2.