منصب قضاء القضاة
: ولما ذاع صيت الجصاص وظهر للناس علمه وعرفوا قدره وحسن سيرته وتحليه بالزهد والورع خوطب فى تولى منصب قضاء القضاة ولكنه أبى وتعفف عن قبول هذا المنصب الخطير. وقد نقل صاحب الطبقات السنية فى ذلك.
حدث أبو بكر الابهرى قال: خاطبنى المطيع على قضاء القضاة وكان السفير فى ذلك أبو الحسن بن أبى عمرو الشرابى فأبيت عليه وأشرت بأبى بكر أحمد بن على الرازى.
فأحضر للخطاب على ذلك، وسألنى أبو الحسن بن أبى عمرو معونته عليه فخوطب فامتنع، وخلوت به فقال لى: تشير على بذلك؟ فقلت: لا أرى لك ذلك ..
ثم قمنا الى بين يدى أبى الحسن بن أبى عمرو، وأعاد خطابه، وعدت الى معونته فقال لى: أليس قد شاورتك فأشرت على أن لا أفعل؟
فوجم أبو الحسن بن أبى عمرو من ذلك، قال: تشير علينا بانسان ثم تشير عليه الا يفعل ..
قلت: نعم، إمامى فى ذلك مالك بن أنس، أشار على أهل المدينة أن يقدموا نافعا القارئ فى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأشار على نافع أن لا يفعل، فقيل له فى ذلك.
فقال: أشرت عليكم بنافع، لانى لا أعرف مثله، وأشرت عليه أن لا يفعل لانه يحصل له اعداء وحساد فكذلك أنا أشرت عليكم به لانى لا أعرف مثله وأشرت عليه أن لا يفعل لانه أسلم لدينه.
تلاميذ الجصاص
: وقد كثر تلاميذ الرازى كثرة فائقة وانتفع بعلمه الكثيرون وانتهت الرحلة اليه حيث جمع مآثر من تقدمه فى العلم والورع والزهد والصيانة، ومن أشهر هؤلاء الذين أخذوا عنه وانتفعوا به: