وموقعة اليمامة هذه، دارت رحاها بين المسلمين، وأتباع (مسيلمة) الكذاب، وحمي وطيسها، واشتدّ أوارها، وسقط فيها شهداء كثيرون.
لكنّ المصيبة الأكبر أن استشهد من القرّاء الحفظة سبعون [1] من أجلّهم (سالم) مولى أبي حذيفة فهزّت المصيبة وعزّت، فهزّت المسلمين، وعزّت على سيدنا عمر بن الخطاب، فهرع إلى سيدنا أبي بكر، وأخبره الخبر، ثم اقترح عليه أن يجمع القرآن، خشية الضياع بموت الحفاظ، وقتل القرّاء.
ولم يتقبل سيدنا أبو بكر اقتراح سيّدنا عمر، وتردّد فيه، لكنّه بعد نقاش بينهما لم يدم طويلا، انشرح صدر سيدنا أبي بكر له، وأيقن أنّ لعمله أصلا شرعيا. وهو أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتابة، وما عمله الذي سيقدم عليه، إلّا نسخ من مكان إلى مكان، فلم يحدث- إذا- في دين الله شيئا.
أصل القصة
هذا. وإن أصل القصة هذه، قد أخرجه البخاري في صحيحه، أنّ [1] وبعضهم أوصل العدد إلى/ 500/.