وبقيت الكتابة بين يدي نفر قليل منهم، حتى ظهر الإسلام، فحارب- إضافة إلى حروبه العسكرية- أميّة العرب، ثمّ عمل على محوها فيما بينهم، ورفع من شأن الكتابة، وأعلى من مقامها.
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ!:
وكان من أوائل، بل من أوّل ما نزل من الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما يشيد بالكتابة، وواسطتها القلم.
قال الله تعالى اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [1] خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ [2] اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ [1] ثمّ تلت سورة ذلك سورة (ن) وفيها يقسم الله بالقلم، وما يسطرون، وتجلّى بذلك أروع ألوان التنبيه إلى جلالة الخط، والكتابة، ومزاياهما.
قال الله تعالى ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ [1] ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ [2].
ولم يقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الآيات مكتوف اليد، فعمل على تجسيد ما تهدف إليه من سبيل، ونهض للقضاء على الأمّية من كافّة [1] العلق/ 1 - 2 - 3/. [2] القلم/ 1 - 2/.