نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 93
وجاء عصر الترجمة والفلسفة والاتّصال بعلوم الفرس واليونان، ووقع الخلاف بين فلاسفة الإسلام وعلمائه فى كثير من الشئون العقدية والفروع الفقهية وما إلى ذلك، فنحت كتب التفسير نحو هذا الأسلوب من حيث تضمّنها لكثير من النظرات الفلسفية، والاستدلال بالآيات على الآراء والمذاهب العقدية المختلفة، بل إنّ كثيرا من المفسرين كان يجتهد أن يستنبط من الآية ما يوافق مذهبه فى الفروع، وذلك أمر طبيعى، وكثير من كتب التفسير إنما كان الدافع إليه مجرد الرد على بعض الكتب السابقة، ويرى ذلك واضحا فى تفسير الفخر الرازى المتوفى سنة 606 هـ والمسمّى" مفاتيح الغيب"، وفى تفسير الزمخشرى المتوفى سنة 528 هـ وهو المسمّى" بالكشاف" وأضرابهما، ويطلق بعض الباحثين على هذا الأسلوب" التفسير بالمعقول".
وكثيرا ما تناول بعض اللغويين تفسير القرآن الكريم، فصرفوا وجهتهم إلى النكات البلاغية، والتوجيهات اللغوية، والاستعمالات النحوية وهكذا ... كما ترى ذلك فى تفسير الزّجّاج والواحدى وأبى حيان الأندلسى. وما زال بين يدينا كتاب (المفردات) للراغب الأصفهانى.
واتّجهت وجهة كثير من المفسّرين العصريين إلى مسايرة النهضة العلمية، وبيان ما تناوله القرآن وأشار إليه من أصول العلوم الكونية ونواميسها ومظاهرها كما فعل ذلك الأستاذ الشيخ طنطاوى جوهرى فى تفسيره" الجواهر" [1].
كما اتجهت وجهة آخرين إلى بيان السّنن الاجتماعية، وأساليب الهداية النفسية، وأسباب التطورات التاريخية، واستنباط ذلك من آيات القرآن الكريم، ليكون حافزا للمسلمين إلى استعادة مجدهم بالقرآن، وربط حياتهم الاجتماعية بتعاليمه وشرائعه، [1] هو الأستاذ طنطاوى جوهرى الملقب بحكيم الإسلام، من قرية (وراق العرب) إحدى ضواحى الجيزة. بايع الإمام البنا على أهداف ومبادئ جماعة الإخوان المسلمين، وكان موضع الاهتمام والتقدير العلمى فى الأوساط العلمية، بل والمستشرقين، وكان رئيسا لتحرير مجلة (جريدة الإخوان المسلمين) الأسبوعية، ومن مؤلفاته: تفسير (الجواهر) وكتاب (الأرواح) توفى سنة 1358 هـ-. وقد كتب تفسيره للقرآن الكريم المسمى بالجواهر، وللأسف ملأه بالتفسير العلمى للآيات، وأسرف فى إيرادها، حتى خرج عن مجال التفسير، حتى قيل عن تفسيره: فيه كل شىء إلا التفسير.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 93