نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 85
ويعالج النفوس والمشكلات بالعمل لا بالقول، وبالتكاليف لا بالأحلام.
وهو شامل لكل أمانى الأمة، فهو يشعرها بعزّتها وكرامتها فى قوله تعالى: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ [المنافقون: 8].
ولا يقف منها عند هذا الحد بل يتسامى بها إلى أبعد من ذلك مكانة، وأعز رفعة، وأعلى مقاما فيقول: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً [البقرة: 143].
وأيّة أمة تطمع فى أعلى من هذه المنزلة؛ منزلة الأستاذية العامة فى العالم كله، تعلّم أهله، وتقيم ميزان العدالة فيه، وتحطّم صروح الظلم والمنكرات؟
وهو يحفظ عليها مقوّماتها وخواصّها ومميزاتها كاملة غير منقوصة، ويحذّرها أن تنتقص منها المقدمات فيقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ [آل عمران: 118].
ثم يضع لها القواعد فى العبادات والمعاملات، والقوانين والأخلاق، والصحة والاجتماع، والعلم والتعلّم، بل المطعم والمشرب، بل فى كلّ شئون الحياة.
ثم هو يوحّد بين عناصرها، ويؤلّف بين طوائفها، فيضع لهم هذا الميزان المضبوط الدقيق: لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الممتحنة: 8، 9].
وهو بعد ذلك كله محوط بجلال القداسة، محفوف بالعناية الربانية، مفدّى عند الجميع بالأموال والأنفس والثمرات.
ذلك منهج أهداه الله إلينا، والناس يحارون [1] فى وضع المناهج، وتعرّف الخطط، [1] يخطئ كثير من الناس فى هذه اللفظة، فيقولون: يحتار، وهو خطأ، والصواب كما كتبها الإمام البنا: يحار.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 85