|
||||
| نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 64 | ||||
|
فالعصر الأول من عصور التدوين تمتاز تآليفه بالاقتصار على المتون والأسانيد مع التعليق عليها ببعض الآراء تعليقا مختصرا، كما ترى ذلك فى موطأ مالك رضى الله عنه، وفى مسند أحمد وفى كتب الحديث الأولى. وفى العصر الذى يليه التفت المؤلفون والفقهاء إلى تلخيص الأحكام وترتيبها، وبيان المسائل التطبيقية عليها، كما ترى فى" الأم" للشافعى رضى الله عنه، وفى" المبسوط" للسّرخسى مثلا. وجاء بعد ذلك عصر اقتصر فيه المؤلفون على سرد الأحكام والإكثار من التفريعات، وبيان الشروط والمحترزات ثقة بالمؤلفين، واعتمادا على جهود الأئمة رضوان الله عليهم. وجاء بعد ذلك عصر التعليق والتحشية والتقرير، وهكذا نرى لكل عصر طابعا يمتاز به، وتلك سنة الله فى خلقه. وفى منثور الحكم:" لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم" [1]. 2 - أنّ عصرنا هذا هو عصر نهضة فى التأليف والعلوم والمعارف، ومع ما بدأ فيه من توجّه الهمم إلى الترتيب والتهذيب والتسهيل والتعريب، لم تظفر فيه العلوم الدينية بشيء من همم المؤلفين، وجهود المصنفين، فظللنا من الكتب الدينية حيث كنا، عمادنا كتب من قبلنا، ولم نخدم نحن عصرنا بشيء، فلا زلنا إلى الآن عالة على من سبقنا، ولهذا كانت فائدتنا من العلوم الدينية قليلة، لأن طريقة تأليف تلك الكتب وترتيبها ووضعها لا يتفق مع طرق الدراسة الحديثة. ويظهر ذلك جليّا فى عدة مواضع، نذكر بعضها على سبيل المثال: أ- إذا أردت أن تتعرّف حكم مسألة من مسائل البيع، وحاولت الوصول إلى ذلك فى كتب الفقه الحالية، فإنك بلا شك تستنفد جهدا عظيما ووقتا كبيرا فى الوصول إلى موضعها، ثم فى جمع شتات أحكامها. ب- بعض أحكام المعاملات الحديثة تخلو منه أمهات كتب الفقه، فحكم أعمال البنوك والمصارف، وبيع الكمبيالات، وما إلى ذلك كلها تتصل بالدين والفقه من حيث [1] أثر لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه. |
||||
| نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 64 | ||||
|
www.eShia.ir