responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 550
وهل أقفرت حياتهم الاجتماعية فى أعصارهم التاريخية ودولهم الماضية من القضاء العادل والحكم المنظم والمحكمة التى كانت مصدر عدالة ومشرق نور وإنصاف وهداية؟!! والجواب على ذلك من كتاب الله، ومن ميراث هذه الأمة الضخم، ومن تاريخها المجيد لا لبس فيه ولا غموض.
فقد وضع القرآن الكريم أصول قواعد المحافظة على الدماء، والفصل فيها بآيات القصاص فى القتل والجراحات.
ووضع أصول قواعد المحافظة على الأموال والفصل فيها، بتحريم الربا، وفرض الزكاة، وعقوبة السرقة، وآداب التعامل.
ووضع أصول قواعد المحافظة على الأعراض؛ لسد أبواب الفتنة وذرائعها، وعقوبة القذف، وحد الزنا، وتقديس الزواج، وحاط ذلك بسياج من عقوبة المعتدين فى الأرض، فلم يدع زيادة لمتزيّد وتلك حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه.
وبين أيدى الدارسين والباحثين: ثروة فقهية تشريعية ضخمة فخمة، هى بقية مما ترك أولئك الأئمة الأعلام من رجالات الفقه الإسلامى؛ الذين كانوا غرّة فى جبين الدنيا، ونجوما زاهرة فى سماء العلم والمعرفة، أمثال أبى حنيفة النعمان، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعى، وأحمد بن حنبل الشيبانى، والليث بن سعد المصرى، وداود الظاهرى، وغيرهم من المئات، بل الآلاف. كانوا آية الله فى الفطنة والذكاء، وجودة البحث، وصحة النظر، ودقة الحكم، وصدق الفراسة، حتى ضرب بهم فى ذلك كل الأمثال.
وتاريخ الدول الإسلامية العظيمة حافل بالعدول من القضاة المحدثين، ما كانوا يخشون فى الحق لومة لائم، وكان أحدهم يقضى على نفسه وعلى أقرب الناس إليه، وعلى الأمير فى إمارته، والملك فى عزّ سطوته، لا تمنعه عظمة العظيم من أن يأخذ الحق منه لأصغر صغير.
وهذه الحقائق ثابتة واضحة لا يجادل فيهن إلا الكفور، فلماذا نعدل عنها ونرضى أن نكون عالة على غيرنا فى التقنين والتشريع وأصول التحاكم والقضاء؟! فاصلنا الله على هذا، ولن نكون مؤمنين إلا إذا رجعنا فى ذلك كله إلى حكم الله وهل بعد هذه المصارحة من بيان: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء: 65].

نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 550
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست