responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 55
على المزلق الذى يقع فيه من يفسر الآيات الكونية والتى تتعرض لبعض ظواهر الكون، وتفسيرهم لهذه الظواهر تفسيرا يخرج بالقرآن عن رسالته الإصلاحية، فذكر فى ذلك من السابقين: الإمام الغزالى فى كتابه (جواهر القرآن)، ومن المعاصرين: الشيخ طنطاوى جوهرى فى كتابه (الجواهر).
كما نوّه بمن يفسّر الآيات القرآنية التى تعرّضت لشخصيات تاريخية والمزلق الذى يقعون فيه، كطه حسين وغيره، إلى آخر المزالق التى نبّه إليها رحمه الله [1].

البنا والإسرائيليات:
ومن الملاحظات المهمة التى تسترعى انتباه القارئ: خلو الآيات التى فسرها البنا من الإسرائيليات، وهذا يوضّح موقفه منها، وإن لم يكن له رأى نظرى مكتوب، اللهم إلا فقرة قصيرة لا تتجاوز السطر، قالها رحمه الله فى مقدمته التى افتتح بها مجلة (جريدة الإخوان المسلمين) الأسبوعية، فقال فى المنهج الذى سيتناول به التفسير والذى منه:
(التحقيق فى الحوادث والقصص فلا نذكر منها إلا ما له مساس بالآية ويؤيّده الدليل)، إلا أن تفسيره يدل على أنه كان يبتعد عنها، ولا يستشهد بها، على الرغم من أن الإسرائيليات ليست بالمرفوضة كلية، كما بيّن ذلك ابن كثير فى مقدمته للتفسير حيث قسمها إلى ثلاثة أقسام: (أحدها) ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح، (والثانى) ما علمنا كذبه مما عندنا مما يخالفه، (والثالث) ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل، ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه ويجوز حكايته [2].
ولكن هل لم نلحظ الإسرائيليات فى تفسير البنا لأنه لم يتعرض كثيرا للآيات التى تكثر فيها الإسرائيليات؟ أم كان منهجه الاستغناء عنها ببدائل أخرى من تراثنا الإسلامى؟
أما من جهة أن البنا لم يتعرّض للآيات التى تكثر فيها الإسرائيليات فهذا غير مسلّم به تسليما كاملا، لأن الإسرائيليات تكثر فى الآيات التى تتعرض لخلق الكون والإنسان، والآيات التى تتعرّض لقصص الأنبياء والصالحين، بداية بآدم عليه السلام، وانتهاء بعيسى

[1] يراجع مقدمة الإمام البنا للتفسير.
[2] انظر: تفسير ابن كثير (1/ 4) طبعة الحديث الأولى.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست