responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 548
وقد أرادت إنجلترا وأمريكا تقليدها فادعتا أنها تصطبغان بالدعوة إلى شىء اسمه الديمقراطية [1]، وإن اختلف مدلوله بمختلف المصالح والمطامع والظروف والحوادث.
فلماذا لا تكون مصر، وهى دولة مستقلة ذات سيادة معروفة فى المجامع الدولية بتمسّكها بهذه الصّبغة الإسلامية، وحرصها عليها، ودعوتها إليها، وارتباطها بها فى كل قول وعمل.
ذلك هو أساس الحكم بما أنزل الله، ومتى وجد هذا المعنى، وارتبطت الدولة بهذا الاعتبار، واصطبغت بهذه الصبغة، فستكون النتيجة ولا شك تمسّك الحاكمين بفرائض الإسلام، واتّصافهم بآدابه وكمالاته، ثم صدور كل التشريعات، وخضوع كل النظم الاجتماعية فى الدولة لتوجيهاته وأحكامه فيتحقق حكم الله فرديّا واجتماعيّا ودوليّا وهو المطلوب.

أين نحن من هذا كله؟
الحق أننا لسنا منه فى شىء وكل حظنا منه نص المادة (149) [2] من الدستور، ثم ما بقى فى نفوس هذا الشعب من مشاعر وعواطف وتقدير وأعمال وعبادات، أما الحكومة والدولة ففي واد، وحكم الله فى واد آخر.
يا دولة رئيس الحكومة: أنت المسئول بالأصالة.
ويا معالى وزير العدل: أنت المسئول بالاختصاص.
ويا فضيلة شيخ الأزهر وأصحاب الفضيلة العلماء الأجلاء: أنتم المسئولون باسم أمانة العلم والتبليغ التى أخذ الله عليكم ميثاقها.
ويا أيتها الأمة: أنت المسئولة عن الرضا بهذا الخروج عن حكم الله، لأنك مصدر السلطات.
فناضلى حكّامك وألزميهم النزول على حكم الله، وخوضى معركة المصحف ولك النصر بإذن الله.

[1] هو محض ادعاء وافتراء، وإلا فما تمارسه أمريكا من تأييد مطلق لدولة الإرهاب والعدوان (إسرائيل) هو عين الدكتاتورية، وكذلك إنجلترا فهم ديمقراطيون فيما ليس من حقّ المسلم، أما فى حقوق المسلمين فعندئذ يظهرون على حقيقتهم، وللأسف وجد منا من انخدع بباطلهم وانطلى عليه!
[2] يقصد بذلك أن نص المادة (دين الدولة الرسمى الإسلام) وقد صارت الآن المادة الثانية من الدستور المصرى.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 548
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست