نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 545
قيل: وما النتيجة المرجوة من ذلك؟
والجواب: هو التميز أولا. فلا بدّ أن يمتاز أهل الحق من أهل الباطل، وحينئذ يزداد الذين آمنوا إيمانا بعد وضوح حجتهم، وبيان محجتهم، ويتعثّر أهل الرجس فى رجسهم، ويشعرون بمرض القلب، وظلمة النفس، وفداحة الجرم، وحرارة الإثم، لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، وما طال عمر الباطل إلا حين يمتزج به ستار من الحق، أو يمتزج هو بعناصر من الحق، وما فقد بالحق شىء كاختلاطه بطرف من الباطل لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً [الفتح: 25].
ورحم الله القائل: ميّزنا يا خالد. وحين يتم هذا التميّز فى الموازين والقواعد، ثم فى النفوس والمشاعر، ثم فى الأعمال والتصرفات، تحددت بفعاله الحقوق والواجبات، وانتصر أهل الحق بحقهم وتفرّق أهل الباطل عن باطلهم، وكانت العاقبة للمتقين، والنصر للمؤمنين، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصره، ينصر من يشاء، وهو العزيز الرحيم.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 545