responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 530
وهناك لطيفة أخرى هى: أن هذه الفضيلة؛ فضيلة موالاة النبى صلى الله عليه وسلم إنما كتبها الله لأشرف طبقات الخلق، وهم المؤمنون تعظيما لقدر نبيه صلى الله عليه
وسلم، وتقديرا لتصديق عباده المؤمنين.
4 - وأ رأيت كيف عبّر (بالأنفس) ليدخل فى هذه الأولوية كل ما دونها، وهو كل شىء من مباهج الحياة ومظاهرها؛ فالأهل دون النفس، والمال دون النفس، والمسكن دون النفس، والزوج دون النفس، والعشيرة دون النفس، وإنما يكون حب الإنسان لهذه العوارض نتيجة حبه لنفسه، وثمرة حرصه على إسعادها:
ألا كلنا يبغى الحياة لنفسه ... حريصا عليها مستهاما بها صبّا
فحب الجبان النفس أورده التقى ... وحب الشجاع النفس أورده الحربا
فإذا جاد الإنسان بنفسه وسخا بروحه، فقد جاد بكل شىء، والجود بالنفس أقصى غاية الجود.
وبعد أيها الأخ: فهذه لوامع بروق تسطع فى قلوب المؤمنين حين تهطل عليهم سحائب فيض الحب النبوى من سماء الحقيقة المحمدية، فتهتف بها ألسنتهم، وتجرى بها أقلامهم، وإن فى القول بعد ذلك لسعة، وإن ما يبدو فى مرآة قلوب العارفين لا حدّ له، فسل الله يعطك، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وبعد أن ملأت سمعك وقلبك من روائع هذا الجمال هلم نتفهم الآية الكريمة.
إنّ ربّك يقول لك: النبىّ أحقّ بك من نفسك، فنفسك وكلّ ما تملك فداء لنبيّك، وملك لرسولك صلى الله عليه وسلم، ووقف على مناصرة دعوته وحماية شريعته، ليس لك أن ترغب بنفسك عن نفسه، أو تحتجز روحك أو مالك أو كل ما تملك عن مناصرته.
وفى هذا المعنى وردت الآية الكريمة: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ [الأحزاب: 36] والآية الكريمة: ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ

نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 530
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست