نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 509
ومما أخرجه الطبرانى والحاكم والترمذى عن واثلة بن الأسقع مرفوعا يقول الحق تبارك وتعالى:" وعزتى لا ينال رحمتى من لم يوال أوليائى ويعاد أعدائى" [1].
وأخرج الإمام أحمد وغيره عن البراء بن عازب مرفوعا قال:" أوثق [عرا] الإيمان:
الحبّ فى الله، والبغض فى الله" [2].
فهل فهم المسلمون هذا فأحبوا إخوانهم وقاطعوا أعداءهم وكانوا كما قال الله تبارك وتعالى فى أسلافهم: أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ [الفتح: 29]، أم اجتالتهم الشياطين عن دينهم، وخدعتهم الأبالسة عن قوميتهم فاتبعوا سنن خصومهم شبرا بشبر وذراعا بذراع؟.
[ما اشتملت عليه السورة الكريمة]
أيها الأخ الكريم:
فى هذه السورة الحكيمة آداب رائعة، وحكم بارعة، فقد رأيت فيها: أدب الزوجين وحرمة الزوجية، كيف يسمو بها الإسلام إلى حد من القداسة عظيم، وأدب مراقبة الله تبارك وتعالى، وأدب تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدب احترامك لعواطف غيرك، وأوصاف المنافقين لتتجنّبها، وأوصاف المؤمنين لتستمسك بها، فشدّ يدك على هذا الأدب الربانى.
والله ولى توفيقنا وتوفيقك إلى ما يحبه ويرضاه. [1] رواه الطبرانى فى الكبير (22/ 59) عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه. وقال الهيثمى: فيه بشر بن عون وهو متّهم بالوضع. انظر: المجمع (3/ 179). [2] رواه ابن أبى شيبة (7/ 229) عن ابن مسعود رضي الله عنه، ورواه أيضا (8/ 130) عن البراء بن عازب رضي الله عنه.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 509