نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 434
وكان عمرو بن الأهتم قد خلفه القوم فى رحالهم، وكان أصغرهم سنا، فقال قيس بن عاصم- وكان يبغض عمرو بن الأهتم-: يا رسول الله كان رجل منا فى رحالنا، وهو غلام حدث وأزرى به، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما أعطى القوم. قال عمرو بن الأهتم- حين بلغه أن قيسا قال ذلك- يهجوه:
ظللت مفترش الهلباء [1] تشتمنى ... عند الرّسول فلم تصدق ولم تصب
سدناكم سؤددا رهوا وسؤددكم ... باد نواجذه مقع على الذّنب (2)
قال ابن إسحاق: ونزل فيهم من القرآن قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ. وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [3].
قال ابن جرير: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث المروزى، حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد، عن أبى إسحاق عن البراء فى قوله: (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ) قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنّ حمدى زين، وذمى شين. فقال:" ذاك الله عز وجل" [4] وهذا إسناد جيد متصل [5]. وقد روى عن الحسن البصرى وقتادة مرسلا عنهما [6].
وقد وقع تسمية هذا الرجل، فقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا موسى ابن عقبة، عن أبى سلمة، عن عبد الرحمن، عن الأقرع بن حابس أنه نادى رسول الله [1] الهلباء: شعر الذنب أى (الذيل) وقد استعاره هنا للإنسان.
(2) رهوا: متسعا. والنواجذ: الأسنان. ومقع على الذنب: هو من قولهم: أقعى الكلب؛ إذا جلس على أليتيه وضم ساقيه وأمر ذنبه خلفه. [3] انظر: سيرة ابن هشام (4/ 230 - 233). وقد شرحنا معانى المفردات التى فى الأبيات من تحقيق الشيخ محيى الدين عبد الحميد لسيرة ابن هشام. [4] رواه الترمذى (3267) وقال: حسن غريب، ورواه النسائى فى" الكبرى" (11515) عن البراء بن عازب رضي الله عنه. وصححه الألبانى فى" صحيح الترمذى" برقم (2605). [5] المصادر السابقة. [6] انظر: تفسير الطبرى (11/ 382) والحسن (2/ 294).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 434