responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 39
من يحفظ الآية، ولا ينتقل إلى غيرها إلا إذا طبقها. وهذا هو الفارق بيننا وبينهم، فالقرآن موجود لم يتبدّل، ولكنها العزائم فى تلقيه، والنفوس فى الأخذ بكلماته والعمل بها [1].
فطن الإمام البنا إلى هذا السر، فعمل على تنفيذه فى نفسه أولا، ثم تربية أتباعه عليه ثانيا.
يقول أحد تلامذته الذين عاصروه فترة من الزمن، عن هذه الحقيقة القرآنية فى حياة البنا:" لقد تجدّدت قيمة الآية القرآنية بحركة الإمام البنا، فأصبحت قيمة حية، ووسيلة فاعلة لتحويل الإنسان باعتراف علماء ومفكرين معاصرين له أتاحت لهم ظروف حياتهم أن يكونوا قريبين منه .. اعترفوا لهذا الإمام بسلطان فريد: فيه تصبح الآية القرآنية ذات حافز حى يملى على الفرد سلوكه الجديد، ويدفعه إلى العمل بقوة لا تقاوم. وأصبح القرآن فاعلا، وكأنه يتنزل اللحظة.
فإذا كان الإمام البنا يهزّ سامعيه ويثيرهم، فلأنه لا يفسّر القرآن، بل يبعثه فى الضمائر التى يهزها هزّا عنيفا. والقرآن لم يعد على هاتين الشفتين وثيقة باردة، أو قانونا مكتوبا، ولكنه انبثاق للكلام الإلهى الحى، ونور يأتى مباشرة من السماء، وينير الطريق، ويقود إلى الحق، ومنبع للطاقة يمنح الإرادة الإنسانية قوة وثباتا.
إن التربية التى مارسها حسن البنا تجربة مع الكائن الإنسانى لا تستوحى حرفية القرآن، بل تغرف من منهل الوحى نفسه. إنها تجربة يصبح نتاجها شديد الحساسية تحت شكل (الحقيقة القرآنية الفاعلة) فى كل ميادين الحياة .. ذلك أن تربية القرآن شاملة لا تعنى مفهومها المألوف، فهى لا تقتصر على المسجد أو المعهد، ولا تختص بالعبادة دون السلوك، أو تهتم بالفرد وتترك المجتمع، أو تعنى بالعقيدة وتهمل العمل، إنما تشمل كل جوانب النفس، وتعمل فى كل ميادين الحياة" [2].
ولم تقف علاقة البنا بالقرآن عند قراءته، وتعلمه وتعليمه للناس، بل كان يعايش هذا

[1] يراجع فى ذلك كتاب (معالم فى الطريق) للشهيد سيد قطب، فصل: (جبل قرآنى فريد) ص 14 - 23.
[2] انظر: مقدمة كتاب (منبر الجمعة) للأستاذ محمد عبد الحكيم خيال، وقد نقلت منها بتصرف شديد.
وهى فى الأصل مقال نشر فى مجلة (الدعوة) فى سنة 1976 م.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست