responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 332
قال محمد بن كعب القرظى: لما بايعت الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمكة، (وهم سبعون نفسا أو اثنان وسبعون نفسا وامرأتان) قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت. فقال:" أشترط لربى عز وجل: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. وأشترط لنفسى: أن تمنعونى مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم." قالوا:
فإذا قلنا ذلك فما لنا؟ قال: الجنة، قالوا: ربح البيع، لا نقيل ولا نستقيل" [1] فنزلت الآية.
ترى فى أية طريق ولا أية غاية يقدم المؤمن نفسه للقتل! لظلم وعدوان! لمال وملك وجاه! لاهتضام شعب، واحتلال أرض، وعبث بأمن، وانتقام لوهم، واعتزاز بجنس أو عصبية! اللهم لا لشىء من ذلك يتقدم المؤمنون إلى هذه الميادين، ولكن ليعلو الحق، ويسود العدل، وتخفق راية السلام، وتكون كلمة الله هى العليا، وليقولها خليفتهم داوية قوية جريئة ملء الأرض والسماء: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار؟! أيها المسلمون اليوم: إن نفوسكم ليست ملكا لكم ومع هذا فقد اشتراها الله منكم.
وإن مهمتكم وإيمانكم وعزتكم لا تكمل بغير إنفاذ هذا البيع وتسليم الأمانة مهما حاولتم. وإن الأمانة ستسلم طوعا أو كرها: أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ [النساء: 78].
ولن يمنعها القعود من القتل إن كتب عليها، ولن يحدوها الإقدام إليه إن منحها الله إيّاه، ففيم القعود إذن؟
ليت شعرى أى جزاء سيقدمه (موسولينى) لجنود الفاشستية؟ لعله قطعة من طرابلس المهضومة، أو من سهول الحبشة حيث يذوق أهلها مرّ العذاب، وينعم بعذابهم الفاتحون.
وليت شعرى أى جزاء سيقدّمه (هتلر) لجنود النازية؟ لعله يمنيهم اليوم بالكاميرون وذهبها، أو بإفريقية الشرقية ومطاطها وغاباتها.

[1] رواه ابن أبى شيبة فى" المصنف" (8/ 587) عن الشعبى.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست