responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 316
من ملجأ حصين أو كهف عميق أو سرب ضيّق لفرّوا إليه بأقصى سرعتهم وهم يجمحون.
ومن أخلاقهم: أنهم ينتهزون الفرصة لينفذوا إلى الطعن فى القادة بالباطل والنيل من نزاهتهم بغير الحق، ولا يجدون فرصة أسنح من قسمة مال أو تصرف فى غنيمة، فتنطلق ألسنتهم بالطعن والوقيعة واللمز والغمز وإشاعة التهم والأباطيل.
عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسما إذ جاءه ذو الخويصرة التميمى فقال: اعدل يا رسول الله. فقال: ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟! [قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل] [1] فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ائذن لى فأضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السّهم من الرّميّة" رواه البخارى. قال أبو سعيد: فأنزل الله الآية الكريمة وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ [التوبة: 58] [2].
وروى ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين سمعت رجلا يقول: إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، فأتيت
النبىّ صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك، فقال:" رحمة الله على موسى لقد أوذى بأكثر من هذا فصبر" [3] ونزلت: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ [التوبة: 58].
وهكذا تتكرر هذه المآسى فى كل عصر، ويخرج من بين الطوائف والجماعات من لا يجد إلا أمثال هذه الاتهامات يوجهها إلى رؤسائها والقائمين بأمرها، وهم ليسوا مخلصين فى ذلك النقد، ولا متحرّين الحق أو الخير فى هذا الاتهام، ولكنهم إنما يريدون

[1] ما بين المعقوفتين غير موجود بالمقال، وقد استدركته من رواية الحديث.
[2] رواه أحمد (3/ 459، 473) والبخارى (3610) ومسلم (1064) والبيهقى (12/ 326) والنسائى فى" الكبرى" (11220) وعبد الرزاق (18649) عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه. ولم يذكر قول أبى سعيد: فأنزل الله الآية الكريمة وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ إلّا أحمد والنسائى.
[3] رواه أحمد (1/ 627) والبخارى (4335) و (6059) و (6100) و (6291) ومسلم (1062) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست