نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 288
يقولون فهو توجيه للناس جميعا. ومن هذه الصور:
1 - تقديم القرابين والهدايا والضرائب لرؤساء الأديان كالأحبار والرهبان عند أهل الكتاب، وشيوخ الطرق عند المسلمين، ويسمّونها (العوائد) فهذه العوائد حرام، وهى من أكل أموال الناس بالباطل، حتى ولو قدّمت فى صورة هدايا، فإن الغرض منها والدافع إليها معلوم، وكذلك النذور والهدايا للأضرحة ونحوها إنما يتقاسمها ذوو الغنى والثراء من سدنتها، مع أنها تقدّم من أفقر طبقات الأمة وممن هم أحوج إليها ممن يتقاسمونها [1].
2 - ومنها: ما كان يقدم للأحبار والرهبان لقاء مغفرة الذنوب وضمان الجنة والمثوبة، وقد تبجّحوا بذلك حتى جعلوه صكوكا مكتوبة كانت سببا فى ثورة الإصلاح الدينى فى أوروبا على ما هو معروف فى التاريخ [2].
3 - ومنها: الربا يتعامل به هؤلاء الناس ويستغلون سلطانهم الروحى على أتباعهم الفقراء أو الأغنياء على السواء، ويحللون لهم ذلك بنصوص وتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان.
4 - ومنها: المكافآت على الفتاوى الباطلة، والزّلفى لدى الكبراء والأمراء والأغنياء بتهوين أمر الطاعات والمعاصى لديهم، ومسايرتهم على ما هم فيه من باطل، وعدم إزعاجهم عنه بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، بل بتصوير المنكر معروفا لديهم، حتى لا يصطدم برغباتهم وأهوائهم. [1] هذه الفقرة من كلام الإمام البنا- وأشباهها كثير- تدفع ما يتهم به من تصوفه غير الملتزم، وتدفع عنه أيضا ما يتهم به من مداهنة فى محاربة البدع، على الرغم من أن كلامه فى الأصول العشرين واضح وضوح الشمس فى رابعة النهار، إذ يقول رحمه الله فى الأصل الرابع عشر من أصوله العشرين:" وزيارة القبور أيّا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة، ولكن الاستعانة بالمقبورين أيّا كانوا
ونداءهم لذلك، وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد، والنذر لهم، وتشييد القبور وسترها وإضاءتها والتمسّح بها، والحلف بغير الله وما يلتحق بذلك من المبتدعات: كبائر تجب محاربتها ولا نتأوّل لهذه الأعمال سدّا للذريعة" انظر: مجموعة الرسائل ص 10. [2] انظر فى ذلك: قصة الحضارة لوول ديورانت الجزء الخاص بالإصلاح الدينى. طبعة دار التأليف والترجمة بمصر. وموجز تاريخ الإنسانية لويلز.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 288