responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 269
وروى البخارى: أن رجلا رأى ما أخذ هؤلاء وغيرهم فقال: ما أريد بهذه القسمة وجه الله، فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم، فقال:" رحم الله موسى قد أوذى بأكثر من هذا فصبر" [1].
وروى الواقدى أن القائل: معتب بن قشير بن عوف وكان من المنافقين. ونقل الحافظ ابن حجر فى" الفتح" أسماء المؤلفة الذين أجزل لهم العطاء، فبلغوا أربعين ونيّفا [2].
والله أعلم.

الحكم
وقد تجلّت فى غزوة حنين حكم جليلة منها:
1 - التوجيه الربانى: وذلك أنّ الجيش الإسلامى الظافر حين دخل مكة المكرمة وهى معقل الأمة العربية وموطن قريش قادة الناس سبق إلى بعض الظنون أن ذلك كان بمحض قوته وعدده وكثرته، فأراد الحق تبارك وتعالى أن يوجّه عباده إلى الطريق القويم والصراط المستقيم، ويلفت الأنظار إلى أن الأعداد سبب ولكن النتائج بيده هو، وأن عليهم أن يصدقوا فى التوجّه إليه والاعتماد عليه، ففاجأتهم الهزيمة فى حنين لتكون تذكيرا بهذا التوجيه وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ [التوبة: 25] ضعها إلى جانب قول الله تعالى: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ [آل عمران: 123] لتعلم أنّ عواقب الأمور جميعا بيد الله، وأن ذلك لا يمنع أبدا من أن نعد كل ما نستطيع من قوة، بل إنّ من الواجب أن نفعل ذلك امتثالا لأمر الله العلى الكبير. ومنها:
2 - كسر حدة الغرور المتوقع بعد هذا النصر المبين وخصوصا لقوم حديثى عهد بهذا الدين، والعربىّ فخور بطبعه معتدّ بعمله.
ولقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة حين الفتح: خاشعا متواضعا قد أحنى رأسه الشريف

[1] رواه أحمد (1/ 678) و (2/ 6) والبخارى (3150) و (3405) و (4335) و (4336) و (6059) ومسلم (1062) وابن حبان (4829) وأبو يعلى (5206) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
[2] انظر: فتح البارى (8/ 55، وما بعدها) نقلا عن: السيرة النبوية فى فتح البارى لابن حجر. والنيّف: كل ما زاد على العقد فهو نيف حتى يبلغ العقد الثانى. انظر: مختار الصحاح ص 687.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست