إلغاء الامتيازات:
معلوم أنّ أمر الكعبة والمسجد الحرام انتقل من إسماعيل إلى ذريّته من بعده حتى انتهى إلى قريش، ومنها إلى عبد المطلب وبنيه حتى ظهر الإسلام، وفى هذه الفترة أدخل العرب على أعمال الحج من مظاهر التوحيد- التى قام من أجلها البيت الحرام- أعمالا من الشرك وضروبا من عبادة غير الله، حتى كان فوق الكعبة نفسها أكثر من ثلاثمائة صنم، وكانت تلبيتهم:" لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك تملكه و [ما] ملك" وهى كما ترى تلبية تتأرجح بين صفاء التوحيد وكدورة الإشراك بالله العلى الكبير.
واستمرت قريش تقوم على المسجد الحرام، وتمتاز بذلك على سائر العرب حتى بعث الله نبيه بالإسلام، وكتب له الفوز والنصر، وآذن أولئك المشركين جميعا بالخصومة إلا أن يؤمنوا.
والإسلام دين التوحيد، والكعبة والمسجد الحرام رمز هذا التوحيد، فكان طبيعيا أن
(1) نشرت فى مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية فى العدد (171) من السنة الخامسة فى يوم 19 من ذى القعدة سنة 1366 هـ- 4 من أكتوبر سنة 1947 م.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 253