responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 250
بالأذى، فكفّ أيديهم عنه، وردهم خائبين وقال قائلهم [1]: ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأعز، وكانوا الأذلين، وقضى عليهم وعلى أمثالهم بالبلاء والجلاء، وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ [الحشر: 3].
وبدأ أهل مكة المسلمين بالقتال فى بدر وفى أحد وفى الخندق، فلقد خلصت لهم العير فى بدر- وهم ما خرجوا إلا من أجلها- ولكنّ جهالة أبى جهل أبت عليهم إلا أن يتحدّوا محمدا صلى الله عليه وسلم، ويتحرّشوا به، وينالوا منه ومن أصحابه ثأر ابن الحضرمى، وأوقدها المغرضون من قريش نارا، ولم يستمعوا إلى قول حكيمهم وشيخهم عتبة بن ربيعة، الذى أراد أن يحمل عنهم عارها- إن كان فيها عار- ويعصبوها برأسه إن أرادوا، فأبت إلا البطر والرياء والحرب، فكانوا البادئين، وكانوا لها وقودا والبادئ أظلم.
ومن كانت هذه خلائقهم فلن يقيم معوجهم إلا الحرب.
والناس إن ظلموا البرهان واعتسفوا ... فالحرب أجدى على الدنيا من السلم

تحريض:
ولهذا كان تحريض الحق لعباده على قتال هؤلاء المتمردين تحريضا نافذا مثيرا، يذيب القلوب الجامدة ويدفع الهمم الخامدة، أتخشونهم؟ أتخافون منهم وهم لا شىء والله بيده كل شىء؟! وما دمتم مؤمنين بقدرة الله العلى الكبير وانفراده بالتصرّف فى ملكوت السماوات والأرض، ففيم خشية الناس إذن؟ لا تخافوهم وخافوا الله وحده، فذلك مقتضى الإيمان إن كنتم مؤمنين.
وإنّ الله ليعد المؤمنين إن هم فعلوا ذلك- وهم فاعلون- أن يعذّب المشركين بأيدى المؤمنين، فتكون الغلبة لهؤلاء، والهلاك والنّكال لأولئك، وتحل بهم الهزيمة والخزى، ويكون للمؤمنين الفوز والنصر عليهم، وبذلك تثلج صدورهم وتهدأ أنفسهم، ويذهب غيظ قلوبهم، ومن بقى بعد ذلك منهم وآمن فباب التوبة مفتوح، ويتوب الله على من

[1] قائلها: عبد الله بن أبى ابن سلول رأس النفاق. وهو حديث رواه أحمد (5/ 495) والبخارى (4900) ومسلم (2772) والترمذى (3312) عن زيد بن أرقم رضي الله عنه.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست