نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 240
ومواثيقهم، وأن ينبذ إليهم بالخصومة والعداء والحرب، وأن يمنحهم الفرضة إذا كانت عهودهم تنتهى قبل أربعة أشهر تفضلا منه وكرما.
قال البغوى: لما خرج النبى صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، كان المنافقون يرجفون الأراجيف، وجعل المشركون ينقضون عهودا كانت بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر الله عز وجل بنقض عهودهم [1].
[القسم الثانى]
وقسم كان بينه وبينه صلى الله عليه وسلم عهود ومواثيق فوفّى بها، وحافظ عليها كبنى مرّة وبنى مدلج وبنى خزيمة بن عامر من بنى كنانة، وهؤلاء أمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يتم إليهم عهدهم إلى مدتهم.
[القسم الثالث]
أولئك الذين لم يتّصلوا بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يؤمنوا بدعوته، ولم يربطهم به عهد ولا موثق، وهؤلاء أغلب ما يكونون مثار فتنة، ومبعث إرجاف، ومن الخير كل الخير للدعوة الجديدة: ألّا يجتمع فى جزيرة العرب دينان، ولهذا آذن الله ورسوله هذا القسم: بأن يحدّد صلته بالدعوة، وأمامه هذه الفرصة المحتومة: أربعة أشهر ليختاروا لأنفسهم ويحددوا موقفهم.
فذلك قول الله تعالى: (بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) الآيات.
والبراءة والتّبرّى: التّفصّي والبعد والمجانبة.
[معنى الحج الأكبر]
واختلف المفسّرون فى المقصود بالحج الأكبر، فقيل: هو يوم عرفة، وروى هذا القول عن عمر وعثمان وابن عباس وطاوس ومجاهد، وهو مذهب أبى حنيفة، وبه قال الشافعى [2]، واستدلوا بحديث مخرمة أنّ النبى صلى الله عليه وسلم قال:" يوم الحج الأكبر يوم عرفة" [3]. [1] انظر: تفسير البغوى (4/ 8). [2] انظر: البحر المحيط (5/ 7) والمحرر الوجيز (6/ 405) والقرطبى (8/ 69). [3] رواه الطبرى عن أبى قيس بن مخرمة، واسمه محمد بن قيس بن مخرمة بن عبد المطلب بن عبد مناف، تابعى ثقة، روى عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسلا، فالحديث مرسل. انظر: تفسير الطبرى (14/ 115) الأثر (16389) تحقيق الشيخ محمود شاكر.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 240