نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 220
[1] - عن أسلم أبى عمران قال: حمل رجل من المهاجرين بالقسطنطينية على صفّ العدو حتى خرقه ومعنا أبو أيوب الأنصارى، فقال ناس: ألقى بيده إلى التهلكة. فقال أبو أيوب: نحن أعلم بهذه الآية، إنما أنزلت فينا، صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدنا معه المشاهد ونصرنا، فلما فشا الإسلام وظهر اجتمعنا معشر الأنصار تحببا فقلنا: قد أكرمنا الله بصحبة نبيّه صلى الله عليه وسلم ونصره حتى فشا الإسلام وكثر أهله، وكنا قد آثرناه على الأهلين والأموال والأولاد، وقد وضعت الحرب أوزارها؛ فنرجع إلى أهلينا وأولادنا فنقيم فيهما فنزل فينا: (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) فكانت التهلكة فى الإقامة فى الأهل والمال وترك الجهاد" رواه أبو داود والترمذى والنسائى وعبد بن حميد فى تفسيره وابن أبى حاتم وابن جرير وابن مردويه والحافظ أبو يعلى فى" مسنده" وابن حبّان فى" صحيحه" والحاكم فى" مستدركه" [1].
ولفظ أبى داود فيه:" فخرج من المدينة صف عظيم من الروم، فصففنا لهم، فحمل رجل من المسلمين على الروم، حتى دخل فيهم، ثم خرج إلينا، فصاح الناس إليه، فقالوا: سبحان الله ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: يا أيها الناس: إنكم تتأوّلون هذه الآية على غير التأويل، وإنما نزلت فينا معشر الأنصار، إنّا لما أعزّ الله دينه، وكثر ناصروه، قلنا- فيما بيننا-: لو أقبلنا على أموالنا فأصلحناها، فأنزل الله هذه الآية" [2].
2 - وقال أبو بكر عيّاش بن أبى إسحاق السّبيعى قال: قال رجل للبراء بن عازب: إن حملت على العدو وحدى فقتلونى أكنت ألقيت بيدى إلى التهلكة؟ قال: لا، قال الله لرسوله: فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ [النساء: 84] إنما هذه (أى التهلكة) فى النفقة، وفى رواية: ولكن التهلكة أن يذنب الرجل الذنب ولا يتوب [3]. [1] رواه الترمذى (2972) وقال: حديث حسن غريب، وأبو داود (2512) وابن حبان (4711) وقال محققه: إسناده صحيح. والنسائى فى" الكبرى" (11029) والبيهقى (13/ 288) والحاكم (2/ 302) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبى، وأخرجه الطبرى فى تفسيره (3180) وابن عبد الحكم فى" فتوح مصر" ص 269، 270 عن أسلم أبى عمران التجيبى رضى الله عنه واسمه: أسلم ابن يزيد. [2] رواه أبو داود (2512). وصححه الألبانى فى" صحيح أبى داود" (2193). [3] ذكره الهيثمى فى" مجمع البحرين" (3294) وانظر: تفسير ابن أبى حاتم (1/ 332) والدر المنثور (1/ 375).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 220