responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 217
فى سبيل الكرامة [2] (1)
الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة: 194، 195].

[سبب النزول]
قال عكرمة: عن ابن عباس والضحاك والسدى وقتادة ومقسم والربيع بن أنس وعطاء وغيرهم: لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمرا فى سنة ست من الهجرة، وحبسه المشركون عن الدخول والوصول إلى البيت، وصدوه بمن معه من المسلمين فى ذى القعدة، وهو شهر حرام حتى قاضاهم على الدخول من قابل، فدخلها فى السنة التالية وأقصّه الله منهم، ونزلت الآية الكريمة [2].
وقال الإمام أحمد رضي الله عنه بسنده عن جابر قال:" لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو فى الشهر الحرام إلا أن يغزى فإذا حضره أقام حتى ينسلخ" [3] ولقد حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم المشركين من هوازن فأتى عليه ذو القعدة وهو محاصرهم بالمنجنيق، فلم ينصرف عنهم إلا بعد مضى أيام من شهر ذى القعدة، ثم اعتمر وانصرف إلى المدينة.
هذا الذى رويناه لك يؤيّد ما تقدّم من احترام المسلم المجاهد للمقدّسات فلا يعتدى عليها حتى يبدأه أهلها بالعدوان، وهو حين يقف هذا الموقف يلتزم فيه حدود رد العدوان فقط ولا يكون معتديا، هذا الروح العادل واضح جلىّ فى قول الله تعالى:

(1) نشرت فى مجلة (جريدة الإخوان المسلمين) الأسبوعية فى العدد (6) من السنة الرابعة الصادر فى يوم الثلاثاء الموافق 28 من صفر سنة 1355 هـ- 19 من مايو سنة 1936 م.
[2] انظر: تفسير الطبرى (2/ 202 - 204)، وتفسير ابن أبى حاتم (1/ 331).
[3] رواه أحمد (4/ 287، 306) والطحاوى فى" مشكل الآثار" برقم (4879) عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما. وقال محققه (الشيخ شعيب الأرناءوط): إسناده صحيح على شرط مسلم، وكذلك قال محققو مسند أحمد.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست