responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 211
فى سبيل الكرامة (1)
وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ [البقرة: 190 - 193].
فى الآية الكريمة مشروعية القتال فى الإسلام، وأسباب هذا القتال، والضمانات التى وضعها الشارع ليكون هذا القتال خيرا لا شرّ معه.

[مشروعية القتال فى الإسلام]
فأما مشروعية القتال فى الإسلام؛ فإنّ الإسلام يفرض المسلم جنديّا لأول إيمانه بصحة تعاليم الدين واعتناقه إياها، وما ذكر الإيمان فى مواطن إلا وذكر الجهاد معه فى أغلب الأحايين، وإن القرآن الذى يقول: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ [البقرة: 183] هو القرآن الذى يقول: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ [البقرة: 216]، وفى كل تشريعات الإسلام تحضير لطبع النفس المسلمة بطابع الجهاد فى سبيل الله، فليس فى الدنيا نظام يطبع متّبعيه على روح الجندية الصحيحة كما يطبع الإسلام نفوس أبنائه عليها، والقول فى ذلك يطول، وإن أفضل القربات إلى الله: أن يخرج الإنسان لله وشريعته عن نفسه وماله، لا يختلف فى ذلك اثنان من المسلمين.
وإذا كان لا بدّ من أن نستخدم الاصطلاح الفقهى، فالجهاد فرض كفاية لنشر الدعوة الإسلامية، وفرض عين لرد عدوان غير المسلمين على أرض الإسلام وبلاد الإسلام.
إذن فالجهاد فريضة، وإذن فالجهاد قربة، بل أفضل قربة، ولهذا كانت الشهادة فى سبيل الله أقرب الطرق إلى الجنة، وكانت الجنة تحت ظلال السيوف، وكان للشهيد

(1) نشرت فى مجلة (جريدة الإخوان المسلمين) الأسبوعية فى العدد (5) من السنة الرابعة الصادر فى 21 من صفر سنة 1355 هـ- 12 من مايو سنة 1936 م.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست