responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 199
من وظائف الأمة الناهضة (1)
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ [البقرة: 152 - 154].
قد علمت فى الكلمة الأولى الإشارة فى الآية الكريمة إلى وظيفة القائد، وهنا ترى الإشارة إلى واجب الأمة.
تحتاج الأمة المجاهدة إلى قوتين لا بد منهما لتنجح فى مهمتها وتنتصر فى جهادها:
تحتاج إلى الإيمان القوى المتين المرتكز على قواعد ثابتة من روحها وفطرتها، المستند إلى نبع فيّاض من قلبها ووجدانها، وتحتاج إلى قوة مادية يتشكل بها هذا الإيمان، فيعرب للناس عن وجوده، ويبرهن للخصوم على قوته وثباته.
ومن الناس من ينصرف إلى القوة الروحية فى الأمة ويراها كل شىء، ومن الناس من ينصرف إلى المادة وحدها، ويرى أنه لا حاجة إلى ما سواها، وكلا النظرتين يرى النهضة من جانب واحد فقط، والمصلح إنما ينظر إليها من كل ناحية.
لا بد من الجانب الروحى الذى يستند إلى الإيمان والخلق وهو أول وأولى بالعناية، وهو الدعامة التى تستند عليها القوة المادية، فإذا قويت روح الأمة وأخلاقها تبع ذلك حتما دوام التفكير فى وسائل القوة المادية، وتلا ذلك التفكر القوة نفسها، وإلى هذا يشير القرآن الكريم فى نظامه الحكيم الذى وضع لحياة الأمم ونهوضها فها أنت تسمع قول الله تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد: 11] إلى جانب قوله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال: 60].
وأساس القوة الرّوحيّة كما علمت:" الإيمان" بالمثل الأعلى والتفانى فى سبيل الوصول إليه، وكلما سما هذا المثل سمت نهضة الأمة، وتوفّرت لها وسائل القوة، وأىّ

(1) نشرت فى مجلة (جريدة الإخوان المسلمين) الأسبوعية فى العدد (10) من السنة الرابعة الصادر فى 26 من ربيع الأول سنة 1355 هـ- 16 من يونيو سنة 1936 م.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست