نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 183
نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كارِهُونَ [التوبة: 54].
8 - افتراض الزكاة على القادرين لتنفق فى وجوه من ضروريات الإصلاح الاجتماعى:
إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة: 60].
9 - الإشادة بفضل الإيثار والتطهّر من الشح: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9]، وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً [الإنسان: 8، 9].
10 - تفضيل السر على العلانية إلا لحكمة: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [البقرة: 271].
ولا شك أن لهذه السياسة أثرها البالغ فى صلاح المجتمع الإنسانى وتحقيق معنى التكافل والعدالة واستقامة الأوضاع فيه، ولا شك أن من لاحظها وأنفق مما رزقه الله فى حدود قواعدها مع إقامة الصلاة والإيمان بالغيب فهو من خيار المتقين المهتدين بهداية القرآن الكريم.
أفضل نظام اقتصادى:
ولا شك أن القرآن بسياسته هذه فى الإنفاق قد أقام الاقتصاد الاجتماعى على المزج بين أصلين أساسيين أولهما: الاعتراف بمواهب الفرد، وحقه فى ثمرات كسبه، وعد الحدّ من جهوده فى هذه السبيل- ما دام يكتسب من حلال طيب لا إثم فيه ولا عدوان-، وهذا هو الأساس الذى قام عليه النظام الذى يسمونه فى هذا العصر ب (الرأسمالية) وهو وحده لا يؤدى إلى صلاح المجتمع، أو استقرار الأمور بين الناس على وفاق وصفاء، فكان لا بدّ من المزج بينه وبين الأصل الثانى وهو: تقرير حق المجتمع فى كسب الفرد،
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 183