نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 165
إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [الأنعام: 161]، وأمرنا الله تبارك وتعالى أن نسأله إياها فى صلواتنا فكان من آياته الفاتحة اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ.
المتقون وأوصافهم:
التقوى والاتقاء بمعنى، وأصل المادة: وقى يقى، ومنه الوقاية، وهو: ما يحول بين الإنسان وما يكره، وقد ورد لفظ التقوى والأمر بها فى القرآن الكريم مضافا إلى الله تبارك وتعالى فى كثير من الآيات مثل قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ [آل عمران: 102] وقوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: 16] وقوله:
وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ [البقرة: 197]، وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ [البقرة: 41].
وكثيرا ما تختم الآيات الكريمة- وبخاصة التى تتضمن أحكاما تتصل بالنفس، أو بالشئون الشخصية أو نحوها؛ من الأمور التى لا تقوم عليها الدلائل الحسّيّة الظاهرة- بالأمر بتقوى الله تبارك وتعالى، وبيان جزاء هذه التقوى فى الدنيا والآخرة، كما قال تبارك وتعالى: وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [البقرة: 189]، وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [البقرة: 203]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق: 2، 3]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق: 4]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً [الطلاق: 5] وسنشير إلى المقصود بهذا الختام عند كل آية إن شاء الله.
كما جاء لفظ التقوى كذلك مضافا إلى النار، والمراد: التحفّظ مما يوقع فيها، كما ورد فى قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ [البقرة: 24]، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ [التحريم: 6].
وقد ورد فى كثير من الآيات أن مثوبة التقوى الجنة مع النجاة من النار: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران: 133] واعتبرت مقياس الكرامة الإنسانية إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ [الحجرات: 13].
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 165