نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 127
" إذا خلوت وحدى سمعت نداء خلفى: يا محمد يا محمد، فأنطلق هاربا فى الأرض" فقال: لا تفعل إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول، ثم ائتنى فأخبرنى، فلما خلا ناداه: يا محمد، قل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين- حتى بلغ ولا الضّالين- قل لا إله إلا الله، فأتى ورقة فذكر ذلك له، فقال ورقة: أبشر ثم أبشر، فأنا أشهد أنك الذى بشر به عيسى بن مريم، وأنك على مثل ناموس موسى، وأنك نبى مرسل، وأنك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا وإن يدركنى ذلك لأجاهدن معك، فلما توفى ورقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لقد رأيت القس فى الجنة عليه ثياب الحرير لأنه آمن بى وصدقنى (يعنى ورقة) قال البيهقى: هذا منقطع [1]، وهو ليس نصّا فى أن الفاتحة أول ما نزل على كل حال.
وذهب الإمام الشيخ محمد عبده فى تفسيره إلى أنها أول سورة نزلت من القرآن؛ محتجّا لذلك بأن سنة الله تبارك وتعالى قد جرت بأن يسبق الإجمال التفصيل، وسورة الفاتحة قد تضمّنت مقاصد القرآن الكريم إجمالا، وذلك يقتضى أن تسبق فى النزول، وأفاض فى تفصيل ذلك [2]، وقد يقال: إن هذا يصح علة للترتيب لا للنزول الذى كان يتبع غالبا الحوادث والوقائع.
أم القرآن ([3]):
وللفاتحة أسماء كثيرة فهى: الصّلاة، للحديث القدسى:" قسمت الصلاة بينى وبين عبدى" [4] وسيأتى، وهى الحمد، وهى فاتحة الكتاب بلا خلاف بين العلماء فى ذلك، وهى أم الكتاب، وأم القرآن، وكره إطلاق هذين الاسمين عليها أنس وابن سيرين، والحديث الثابت ينفى هذه الكراهة. [1] رواه البيهقى فى" دلائل النبوة" (2/ 158، 159) وابن أبى شيبة فى" المصنف" (8/ 438) عن أبى ميسرة. وقال السيوطى: هذا مرسل رجاله ثقات. انظر: الدر المنثور (1/ 2، 3). [2] انظر: تفسير المنار (1/ 34 - 38). [3] أرى أنه من الأفضل للإمام الشهيد أن يعنون هذه الفقرة بعنوان: أسماء سورة الفاتحة، فهو أوقع من عنوانه: أم القرآن. ولكلّ وجهة. [4] سيأتى تخريجه بعد قليل.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 127