responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 104
ب- فى العلوم الكونية ([1]):
من المقرّر: أنّ القرآن الكريم لم ينزل ليكون كتاب هيئة أو طب أو فلك أو زراعة أو صناعة، ولكنّه كتاب هداية وإرشاد، وتوجيه اجتماعى إلى أمّهات المناهج الاجتماعية، التى إذا سلكها الناس سعدوا فى دنياهم، وفازوا فى آخرتهم، وهو إنما يعرض للعلوم الكونية، ولمظاهر الوجود المادية الطبيعية بالقدر الذى يعين على الإيمان بعظمة الخالق جل وعلا، ويكشف عن بديع صنعه، وعمّا أودع فى هذا الكون من المنافع والفوائد لبنى الإنسان، حتى ييسر لهم بذلك طرائق الاهتداء إلى الاستفادة من هذه الخيرات فى الأرض وفى السماء وفيما بين ذلك، ثم ترك بعد ذلك للعقل الإنسانى أن يجاهد ويكافح فى سبيل الكشف عن مساتير هذا الوجود، والاستفادة ممّا فيه من قوى ومنافع، وحثّ على ذلك، وجعل هذا من أفضل العبادة، وأعلى أنواع ذكر الله: قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [يونس: 101].
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ [آل عمران: 190، 191].
ولقد ذهب كثير من المؤلفين فى القديم والحديث إلى أنّ القرآن الكريم قد تضمّن كلّ أصول العلوم الكونية، وحاولوا أن يصلوا إلى ذلك بتطبيق آيات الخلق والتكوين
وما إليها على ما عرف الناس من هذه العلوم.
ومن هؤلاء: الإمام الغزالى قديما فى (جواهر القرآن)، والشيخ طنطاوى جوهرى حديثا فى تفسير (الجواهر)، والدكتور عبد العزيز إسماعيل فى كتابه عن (القرآن والطب)، وأمثالهما.
وهو جهد مشكور ولا شك، ولكنه تكليف بما لم يكلفنا الله به قد يصل فى كثير من الأحيان إلى التكلّف، وخروج بالقرآن عما نزل له من الهداية والإصلاح الاجتماعى،

[1] من هنا إلى نهاية المقال من المقدمة التى كتبها الإمام فى التفسير فى مجلة (الشهاب) والتى انتهى فيها إلى ما كتبه عن القصص والمعجزات، وألحقت ما كتبه تحت عنوان: هى فتنة بلا شك فلتحذرها الأمة.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست