نام کتاب : نفحات من علوم القرآن نویسنده : معبد، محمد جلد : 1 صفحه : 123
الفرق بين التفسير والتأويل
س: ما هو الفرق بين التفسير والتأويل؟
ج: الفرق بين التفسير والتأويل هو موضع خلاف بين العلماء، ونستخلص لك عزيزي القارئ أهم الآراء عندهم بما يتناسب مع هذا المختصر:
أولا: إذا ثبت أن التأويل هو تفسير الكلام وبيان معناه، فالتأويل والتفسير على هذا المعنى متقاربان أو مترادفان، ومن هذا المعنى: دعوة النبي صلّى الله عليه وسلم لابن عباس بقوله صلوات الله وسلامه عليه: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل».
ثانيا: وإذا ثبت أن التأويل هو نفس المراد بالكلام. فتأويل الطلب هو نفس الفعل المطلوب، وتأويل الخبر هو نفس الشيء المخبر به. فعلى هذا يكون الفرق كبيرا بين التفسير والتأويل، لأن التفسير شرح وإيضاح للكلام، ويكون وجوده في الذهن بتعقله به، وفي اللسان بالعبارة الدالة عليه. أما التأويل فهو نفس الأمور الموجودة في الخارج. وقد ضربوا لذلك مثلا وهو: إذا قيل طلعت الشمس، فتأويل هذا هو نفس طلوعها. وهذا هو الغالب في لغة القرآن الكريم. قال تعالى: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ، وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ [1] فالمراد بالتأويل هنا وقوع المخبر به.
ثالثا: قيل إن التفسير: هو ما وقع مبينا في كتاب الله تعالى، أو معينا عليه في صحيح السنة لأن معناه قد ظهر واتضح. والتأويل: هو ما استنبطه العلماء- ولذا قال بعضهم التفسير هو ما يتعلق بالرواية والتأويل هو ما يتعلق بالدراية. وهذا ما قاله السيوطي في كتاب الإتقان [2].
رابعا: قيل إن التفسير هو: ما كثر استعماله في الألفاظ ومفرداتها، والتأويل هو ما كثر استعماله في المعاني والجمل. وقيل غير ذلك مما لا يتسع هذا المختصر لحصره ..
والله تعالى أعلم. [1] سورة يونس عليه السلام آية رقم 38، 39. [2] انظر الإتقان للسيوطي الجزء الثاني صفحة 173 - 174.
نام کتاب : نفحات من علوم القرآن نویسنده : معبد، محمد جلد : 1 صفحه : 123