responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 458
وساعده الله في اختيار الخير ب «الفطرة» الأصلية في كيانه، وهي فطرة تدعوه إلى الخير والإيمان، ولكن هذه الفطرة يعلوها ركام الأهواء والشهوات، فتختفي وراء هذا الركام الثقيل، وتظل تنتظر انتفاضها من تحت ركام الجهل والغواية والأهواء، لتوجه الإنسان نحو الخير والهدى والإيمان، ومن أجل مساعدة الإنسان على الاختيار، أنزل الله القرآن الكريم، يخاطب به فطرة الإنسان، من خلال اعتماده على الصورة الفنية، الأداة المفضلة في أسلوبه المعجز.
فخاطب الفطرة بمشاهد الطبيعة، والأمثال، والأحداث الواقعة، والقصص الماضية، ومشاهد القيامة، والنماذج الإنسانية .. وكلها تهدف إلى تحقيق الأغراض الدينية من وراء التصوير الفني لها.
فالوظيفة الدينية هي الأساس لكل الوظائف الأخرى، وهي التي تميّز الصورة الفنية في القرآن الكريم عن الصورة في الأدب.
فالصورة في القرآن تحمل فكرا دينيا، واضح المعالم والسمات، يكسب الصورة التي تحمله وحدة وانسجاما مع بقية الوظائف، أو هي الرباط المتين الذي يشدّ الوظائف بعضها إلى بعض ضمن نظام العلاقات والوشائج الذي تقوم عليه الصورة، وهذا ما يضفي عليها شمولا وتوازنا وإيجابية وواقعية، وهي تصوّر الحقائق الدينية، وتخاطب بها عقل الإنسان ووجدانه، فتحاول إقناعه والتأثير فيه.
وهذه الصورة هي الأداة المناسبة لمخاطبة الكينونة الإنسانية، بما فيها من طاقات عقلية وحسية ونفسية، واستعدادات واتجاهات، لأنها تدخل إلى الفطرة والنفس الإنسانية، بلغة فنية موحية. فيها التصوير الموحي، والإيقاع المؤثر، والإيحاء المعبر، والحركة، والظلال، والألوان، المصاحبة للصورة. وقد بلغت الصورة في القرآن حدا معجزا تشكيلا ووظيفة.
والقضية الأساسية في القرآن الكريم هي «قضية الألوهية» فقد جاء القرآن الكريم ليعرّف الإنسان، بخالقه، وخالق الوجود، والكون والحياة، ويعرّفه، بصفاته، وأفعاله، وقدرته وآثار قدرته، في الحياة والإنسان والكون.
من هنا نلاحظ أن الصورة القرآنية تركّز على هذه القضية «الألوهية» فتوضحها، وتبرز آثارها، في مشاهد الطبيعة، والأمثال، والقصص، والحوادث، ومشاهد القيامة ... كما تعنى

نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 458
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست