responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 197
ممّا يؤكّد على التواصل بين الصور القرآنية، وإن تباعدت أنساقها الواردة فيها.
فصورة المؤمن هي صورة النور، والحياة، والسميع، والبصير، والشجرة الطيّبة، والأرض الخصبة، وتقابلها صورة الكافر، وهي الظلام، والموت، والأصم، والأعمى، والشجرة الخبيثة، والأرض الميتة المجدبة. ونلاحظ في تصوير الأمثال لأصناف الناس، أنه يبرز ملامح كل فئة أو صنف، ثم يوازن بين المؤمنين والكافرين، وبين عقيدة التوحيد والشرك، لإظهار الفوارق الجوهرية بين المؤمنين والكافرين، وبين التوحيد والشرك. ثم يضع أمام كل فريق من الناس نهايته ومصيره، وثوابه، وعقابه وهذا الاختلاف بين الناس يرجع إلى الاختلاف في تفسير الحياة، لهذا فإن تصوير المثل يمتد متواصلا مع الأمثال القرآنية، في تصوير الحياة الدنيا الزائلة، وتصوير الحياة الباقية في الدار الآخرة.
ويعرض أمثالا قصصية للعظة والاعتبار، لبيان عاقبة التكذيب بالرسل.
وهكذا تتواصل الأمثال المصورة، وتتّحد في أهدافها أو أغراضها الدينية، وتترابط فيما بينها لأداء هذه الأغراض، ضمن أنساق تعبيرية متفاعلة مع التصوير.
ولكنّ الصورة القرآنية، لا تتوقف عند تصوير الأمثال، وإنما تتجاوزها إلى صور أكبر، إلى تصوير مشاهد الطبيعة المحسوسة، وهي مشاهد أكبر من الأمثال من حيث المكان والزمان، لأنها مشتملة عليها. فقد رأينا أن تصوير الأمثال اعتمد على الطبيعة في تشكيله الفني، ولكن تصوير مشاهد الطبيعة أيضا يرتبط بتصوير الأمثال، ضمن نظام العلاقات الفكرية والتصويرية والتعبيرية التي تحقق وحدة التصوير الفني في القرآن الكريم، ووحدة تأثيره الديني أيضا، وتتداخل مشاهد الطبيعة، مع الأمثال، ومشاهد القيامة، والقصص الماضية ... وتتفاعل معها في السياق لتحقيق الغرض الفني والديني معا، كما سنرى في الفصل القادم.

نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست