[51] باب الإقعاء [1] في الصلاة
352 - سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: " الإقعاء: أن يجلس الرجل على أطراف أصابعه في التشهد وبين السجدتين " [2].
353 - حدثنا محمد بن الوزير قال: ثنا الوليد بن مسلم قال: أخبرني ابن جُرَيج عن عطاء قال: ((رأيت ابن عمر [3] يُقْعِي على أطراف قدميه جميعًا بين السجدتين ومرةً يثني رجله اليسرى [1] قال الجوهري في الإقعاء: أن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين هذا تفسير الفقهاء، فأما أهل اللغة فالإقعاء عندهم أن يلصق الرجل أليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويتساند إلى ظهره. وقال ابن قدامة: "هو أن يفرش قدميه، ويجلس على عقبيه. بهذا وصفه أحمد، قال أبو عبيد: هذا قول أهل الحديث. ينظر: مادة: (قرفص)، القاسم بن سلام، غريب الحديث، مرجع سابق، 1/ 210، مادة (قعا) الجوهري، الصحاح، مرجع سابق، 6/ 2465، ابن قدامة المقدسي، المغني، مرجع سابق، 2/ 206، البعلي، المطلع على أبواب المقنع، مرجع سابق، 85. [2] قال أحمد في مسائل الكوسج في تفسير الإقعاء:" أن يضع إليتيه على عقبيه , وأهل مكة يفعلون ذلك. وبعضهم يقول: أن يقوم على رجليه ويضع إليتيه على عقبيه كأنه قاعد عليهما كما يُقعي الكلب".
قال المرداوي: " الصحيح من المذهب: أن صفة الإقعاء ما قاله المصنف [وهو أن يفرش قدميه، ويجلس على عقبيه] وجزم به في الفروع وغيره". والمذهب عند المتأخرين أنّ صفة الإقعاء: أن يفرُش قدميه ويجلس على عقبيه، أو أن يجلس بين عقبيه على أليتيه، ناصبا قدميه.
ومعنى يَفْرُش قدميه: أي يجعل ظُهُورَهما نحو الأرض، والعَقِبِ: مؤَخَّر القدم.
واختلفت الرواية عن أحمد - رحمه الله - في حكم الإقعاء على ثلاث رواياتٍ:
الأولى: مكروهٌ. وعليها المذهب عند المتأخرين.
الثانية: سنةٌ.
الثالثة: الجواز. وهذا ظاهر ما نقله مهنا كما في طبقات الحنابلة.
ينظر: الكوسج، مرجع سابق، 229، ابن أبي يعلى، طبقات الحنابلة، مرجع سابق، 2/ 437، ابن قدامة المقدسي، المغني، مرجع سابق، 2/ 206, عبد الرحمن بن محمد المقدسي، الشرح الكبير، مرجع سابق، 3/ 592، ابن منظور، لسان العرب، مرجع سابق، 1/ 611، ابن مفلح، الفروع، مرجع سابق، 2/ 295، إبراهيم بن مفلح، المبدع، مرجع سابق، 1/ 435، المرداوي، الإنصاف، مرجع سابق، 3/ 592، ابن النجار، معونة أولي النهى، مرجع سابق، 2/ 177، البهوتي، دقائق أولي النهى، مرجع سابق، 1/ 421، البهوتي، كشاف القناع، مرجع سابق، 2/ 408 , الرحيباني، مطالب أولي النهى، مرجع سابق، 1/ 475. محمد العثيمين، الشرح الممتع على زاد المستقنع، ط 1، 3 (الدمام، دار ابن الجوزي، 1422هـ) 229. [3] سنده: ... [1] - محمد بن الوزير الدِّمشقي: ثقةٌ. تقدمت ترجمته في المسألة (19). [2] - الوليد بن مسلم: ثقةٌ، لكنه كثير التدليس والتسوية. تقدمت ترجمته في المسألة (19). [3] - عطاء بن أبي رَبَاح المكي: ثقةٌ فقيهٌ، وقيل: إنه تغيّر بَأَخَرة، ولم يكثر ذلك منه. تقدمت ترجمته في المسألة (25).
4 - عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج: ثقةٌ، يدلّس ويرسل. تقدمت ترجمته في المسألة (21).
5 - عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. تقدمت ترجمته في المسألة (4).