نام کتاب : الفقه الإسلامي وأدلته نویسنده : الزحيلي، وهبة جلد : 3 صفحه : 2144
ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام [1]، فاستقبل القبلة، فدعاه وكبَّره وهلَّله ووحدَّه، فلم يزل واقفاً حتى أسفر [2] جداً، فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عبَّاس، وكان رجلاً حسن الشَّعْر أبيض وسيماً [3]، فلما دفع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، مرَّت به ظُعُن [4] يجرين، فطفِق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل [5]، فحوَّل الفضل وجهه إلى الشق الآخر، فحوَّل رسول الله صلّى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر على وجه الفضل، يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر، حتى أتى بطن مُحَسِّر [6]، فحرَّك قليلاً.
ثم سلك الطريق الوسطى [7] التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة [8]. فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخَذْف [9]، رمى من بطن الوادي.
ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثاً وستين بيده، ثم أعطى علياً، فنحر ما [1] هو جبل معروف في المزدلفة وهو قُزَح، وقال جمهور المفسرين وأهل السير والحديث: المشعر الحرام جميع المزدلفة. [2] يعود الضمير إلى الفجر ومعناه إسفاراً بليغاً. [3] أي حسناً والمقصود أنه بصفة من تفتتن النساء به لحسنه. [4] الظعن جمع ظعينة، وأصل الظعينة، البعير الذي عليه امرأة، ثم تسمى به المرأة مجازاً لملابستها البعير. [5] فيه الحث على غض البصر عن الأجنبيات وغضهن عن الرجال الأجانب. [6] سمي بذلك لأن فيه أصحاب الفيل حسر فيه أي أعيا وكل. [7] فيه أن سلوك هذا الطريق في الرجوع من عرفات سنة. [8] الجمرة الكبرى: هي جمرة العقبة وهي التي عند الشجرة، وفيه أن السنة البدء بهذه الجمرة، ولا يفعل شيئاً قبل رميها. [9] هو نحو حبة الباقلاء، وينبغي ألا تكون أكبر ولا أصغر، بشرط كونها حجراً وهو رأي الجمهور، جوز أبو حنيفة الرمي بكل ما كان من أجزاء الأرض ولو من المعادن.
نام کتاب : الفقه الإسلامي وأدلته نویسنده : الزحيلي، وهبة جلد : 3 صفحه : 2144