البشرية إلى يوم القيامة.
فما أعظم فضل الرب على الناس .. وما أعظم رحمته بهم ... وما أعظم عنايته بهم .. وتودده إليهم.
يرسل إليهم رسولاً بعد رسول، ويهديهم بكتاب بعد كتاب، حتى أكمل الله الدين، وبعث به رسوله محمداً - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين.
إن مصائر البشرية كلها في الدنيا والآخرة منوطة بالرسل، وبأتباعهم من بعدهم، وهي أمانة عظيمة ثقيلة جسيمة كبيرة، إنها أمانة إبلاغ رسالة الله إلى خلقه، والتي عليها مدار سعادتهم وشقاوتهم في الدنيا والآخرة.
ولهذا قام بها الأنبياء والرسل على أكمل وجه، وبذلوا كل ما يملكون من أجل وصول الحق إلى الخلق، والله يعينهم ويحفظهم وينصرهم، لمحبته لعباده، ورحمته لهم، وشدة عنايته بهم.
فكم أرسل الله من الأنبياء والرسل إلى البشرية .. ؟
وكم من رسالة حملوها إلى ذرية آدم .. ؟
وكم بذلوا من الأوقات والأموال والأنفس في سبيل إبلاغ دين الله إلى الناس .. ؟
وكم تركوا من الديار والأهل والأموال والشهوات من أجل أن يكون الدين كله لله ... ؟
وكم تعرضوا للسب والشتم والقتل وهم يبلغون رسالات الله .. ؟
وكم صبروا على الأذى والظلم، والافتراء والتكذيب، والاستهزاء والسخرية من أقوامهم .. ؟
وكم وقفوا بين يدي ربهم ركعاً وسجداً وبكيًّا .. ؟