responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 89
مَا لَا يحصل لغيره لم يكن ذَلِك مرغبا فِي التَّوَكُّل كَمَا جعل التَّقْوَى سَببا لِلْخُرُوجِ من الشدَّة وَحُصُول الرزق من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَقد قَالَ تَعَالَى الَّذين قَالَ لَهُم النَّاس إِن النَّاس قد جمعُوا لكم فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُم إِيمَانًا وَقَالُوا حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل [سُورَة آل عمرَان 173] فمدحوه سُبْحَانَهُ بِأَنَّهُ نعم الْوَكِيل لما توكلوا عَلَيْهِ بقَوْلهمْ حَسبنَا الله أَي كافينا الله لَا يسْتَحق الْمَدْح إِن لم يجلب لمن توكل عَلَيْهِ مَنْفَعَة وَيدْفَع عَنهُ مضرَّة وَالله خير من توكل الْعباد عَلَيْهِ فَهُوَ نعم الْوَكِيل يجلب لَهُم كل خير وَيدْفَع عَنْهُم كل شَرّ
وَقَالَ تَعَالَى وَاذْكُر اسْم رَبك وتبتل إِلَيْهِ تبتيلا رب الْمشرق وَالْمغْرب لَا إِلَه إِلَّا هُوَ فاتخذه وَكيلا [سُورَة المزمل 8 - 9] وَقَالَ تَعَالَى وآتينا مُوسَى الْكتاب وجعلناه هدى لبني إِسْرَائِيل أَلا تَتَّخِذُوا من دوني وَكيلا [سُورَة الْإِسْرَاء 2] فَأمر أَن يتَّخذ وَكيلا وَنهى أَن يتَّخذ من دونه وَكيلا لِأَن الْمَخْلُوق لَا يسْتَقلّ بِجَمِيعِ حاجات العَبْد وَالْوكَالَة الْجَائِزَة أَن يُوكل الْإِنْسَان فِي فعل يقدر عَلَيْهِ فَيحصل للْمُوكل بذلك بعض مَطْلُوبه فَأَما مطالبه كلهَا فَلَا يقدر عَلَيْهَا إِلَّا الله وَذَلِكَ الَّذِي يُوكله لَا يفعل شَيْئا إِلَّا بِمَشِيئَة الله عز وجلّ وَقدرته فَلَيْسَ لَهُ أَن يتوكل عَلَيْهِ وَإِن وَكله بل يعْتَمد على الله فِي تيسير مَا وَكله فِيهِ فَلَو كَانَ الَّذِي يحصل للمتوكل على الله يحصل وَإِن توكل على غَيره أَو يحصل بِلَا توكل لَكَانَ اتِّخَاذ بعض المخلوقين وَكيلا أَنْفَع من اتِّخَاذ الْخَالِق وَكيلا وَهَذَا من أقبح لَوَازِم هَذَا القَوْل الْفَاسِد قَالَ تَعَالَى يَا أَيهَا النَّبِي حَسبك الله وَمن اتبعك من الْمُؤمنِينَ [سُورَة الْأَنْفَال 64] أَي الله كافيك وكافي من اتبعك من

نام کتاب : جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست