نام کتاب : المطالب العالية محققا نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 16 صفحه : 89
= يدري من هو فلعله الذي اختلقه عن عبد الله بن شرحبيل وهو مجهول، عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى.
ثم قال رحمه الله: أحاديث المؤاخاة بين المهاجرين بعضهم مع بعض، والأنصار بعضهم مع بعض كلها كذب والنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يؤاخ عليًّا، ولا آخى بين أبي بكر وعمر، ولا بين مهاجري ومهاجري لكن آخى بين المهاجرين والأنصار ... إلى أن قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد أثبت الأخوة لغير عليّ كما في الصحيحين أنه قال لزيد: "أنت أخبرنا ومولانا" وقال له أبو بكر لما خطب ابنته: ألست أخي؟ قال: (أنا أخوك، وبنتك حلال لي ... " الخ. كلامه رحمه الله.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية (7/ 234)، وذكر ابن إسحاق وغيره من أهل السير والمغازي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخى بينه وبين نفسه، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة لا يصح شيء منها لضعف أسانيدها وركة بعض متونها فإن في بعضها: "أنت أخي ووارثي وخليفتي وخير من أُمِّرَ بعدي". وهذا الحديث موضوع مخالف لما ثبت في الصحيحين وغيرهما، والله أعلم. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 560)، في الكلام على هذا الحديث: له طرق عن عبد الله بن شرحبيل. ونقل عن ابن السكن أنه قال: روى حديثه -يعني زيدًا- من ثلاث طرق ليس فيها ما يصح.
قلت: وقد روى ابن سعد في الطبقات (3/ 16)، حديث المؤاخاة عن محمد بن عمر بن علي بألفاظ مختلفة من طريقين لكن رواية محمد بن عمر، عن جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرسلة كما قال الحافظ في التقريب (498: 617).
وفي إحدى الطريقين الواقدي وهو متروك.
وهناك أحاديث أخرى في هذا المعنى أوردها ابن الجوزي في العلل وبيَّنَ ما فيها وأنه لا يصح منها شيء.
فالحاصل: أن حديث المؤاخاة ليس له أصل يصح، والله تعالى أعلم.
نام کتاب : المطالب العالية محققا نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 16 صفحه : 89