responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المطالب العالية محققا نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 50
وقد عاب بعض العلماء عليه دخوله في القضاء وكان الأولى والأرفع له درجة عند الله وعند المسلمين أن يتنزه عنه ويشتغل بدله بالتأليف ... إلخ.
وقد كفاني مؤونة الرد المعلقُ على لحظ الألحاظ حيث قال: كأن المصنف يريد أن يجعل جميع العلماء من المجاورين بالحرمين الشريفين مثله غير ناظرِ إلى ما يترتب على ذلك من اختلال مصالح المسلمين بتوسيد الأمور إلى غير أهلها، وابن حجر قد نفع المسلمين بقبوله القضاء مدة طويلة، ولم يمنعه ذلك من نشر العلم وكثرة التأليف. وتلامذته المبرزون وتصانيفه الممتعة شهود عدل على ذلك [1].
قلت: إن القضاء إذا دخل فيه الإنسان، وعنده علم، وحكم بين الناس بشرع الله كان هذا من أفضل ما يتقرب به إلى الله.
وإن كثيرًا ممن يتنزه عن القضاء ينظر إلى الوعيد الذي ورد فيه ولا ينظر إلى العواقب التي تترتب على ما لو تخلى عن القضاء من كان عنده أهلية لأن به تستقيم مصالح العباد والمسلمون يدفعون اليوم الثمن غاليًا بسبب تفريطهم في هذا الجانب المهم.
وكان من أثر ذلك أن أتى إلى القضاء أحمد بن أبي دواد وأمثاله، فوثقوا علاقتهم مع الأمراء حتى دسّوا عليهم مذهبهم في خلق القرآن واقتنع به الأمراء وأجبروا الناس على الاعتقاد بذلك، وحصل من الفتنة ما لا يتصور، وإلى يومنا هذا تعاني كثير من الدول الإسلامية مشاكل لا تحد بحدود بسبب التحكيم بغير شرع الله، والله المستعان.

* * *

[1] هامش لحظ الألحاظ (ص 331، 332).
نام کتاب : المطالب العالية محققا نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست