نام کتاب : المطالب العالية محققا نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 341
-صاحب ابن عيينة- ثقة هو؟ قال: ما أدري، ليس لي به علم. اهـ.
وهذا غريب جدًا، فإنه يبعد أن يكون مثل ابن معين يخفى عليه حال الحميدي، وقد قال ما سبق في رواية الدوري، خاصة وأن سؤالات ابن الجنيد له كانت بعد المائتين، وقد قدم ابن معين على ابن عيينة وسمع منه، وهذا من كبار أصحابه، بل إنه كان مفتي مكة في زمانه -كما تقدم-. وقد اشتهر عن الحميدي [1] -رحمه الله- منابذته لأهل الرأي، وفرحه برد الشافعي. عليهم، بسبب مخالفتهم لبعض النصوص، والقول في بعض المسائل بآرائهم.
وهذا ليس رأيه وحده، بل جُلُّ أئمة الحديث على ذلك، فكانوا يذمون الرأي وأهله، إلاَّ ما وافق الدليل، مع اعترافهم لهم بالفقه، والتقدم فيه.
وبسبب موقف الحميدي هذا راح بعض من حقق أحد كتبه من المعاصرين يُنَقِّب في طيات الكتب والتراجم، عله يجد ما يغض من مكانة هذا الإمام، وهو لا يتورع في سبيل ذلك عن إعطاء ما يجده حجمًا مهيلًا يستطيع من خلاله تحقيق مآربه. فقال في آخر ترجمته له: والذي لا يكتم أن ما انتهى إلينا من شمائله وسيرته بطريق الرواة ينم عن كونه لا يملك نفسه إذا غضب، وإن جبهه أحد بما لا يرضاه أقذع في الكلام، وأفحش في الرد عليه.
ثم استشهد على ذلك بما وقع بين محمد [2] بن عبد الله بن عبد الحكم، ويوسف البويطي، عندما تنازعا على مجلس الشافعي، فجاء الحميدي فقال: قال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف، وليس أحد من أصحابي أعلم منه. فقال ابن عبد الحكم: كذبت. فقال له الحميدي: كذبت أنت وأبوك وأمك. [1] انظر: آداب الشافعي (ص 41)؛ والحلية (9/ 96). [2] انظر: تاريخ بغداد (14/ 300، 301)؛ والسير (12/ 60، 498).
نام کتاب : المطالب العالية محققا نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 341