نام کتاب : المطالب العالية محققا نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 155
وقال مرة: لا ترى عيناك مثله [1]. وقال ابن حبان -رحمه الله-: كان من سادات أهل زمانه حفظًا وورعًا وعقلًا وفهمًا وفضلًا ودينًا وعلمًا، وهو الذي مهد لأهل العراق رسم الحديث، وأمعن في البحث عن النقل، وترك الضعفاء، ومنه تعلم علم الحديث أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وسائر شيوخنا.
قلت: إن مسددًا بدأ سماع الحديث، حين قارب البلوغ أو كاد اعتمادًا على الاستنتاج، وذلك بناءً على ما تقدم أن أهل البصرة يبدؤون السماع بعد العاشرة، وأن أقدم شيخ له هو: سلام ابن أبي مطيع، البصري
(ت 164 هـ) [2]، ثم نشط في السماع من كبار الأئمة وهو لا يزال في سن الشباب، حيث روى عن جماعة منهم من توفي في العقد الثامن من القرن الثاني، أمثال جويرية بن أسماء الضبعي (ت 173 هـ)، وحماد بن زيد (ت 179 هـ)، وسلام بن سليم، أبي الأحوص (ت 179 هـ)، وشريك النخعي (ت 177 هـ)، وعبد الواحد بن زياد (ت 176 هـ)، ومحمد بن جابر السحيمي (ت بعد 170 هـ)، ومهدي بن ميمون (ت 172 هـ)، وأبي عوانة الوضاح بن عبد الله (ت 175 هـ) وخصوصًا من هؤلاء الثاني والأخير فقد حمل عنهما الشيء الكثير.
وكان من توفيق الله لهذا الإمام أن بلده -البصرة- من أبرز المراكز العلمية، وأكثرها دويًا بالحديث، وذلك لما فيها من معادن الحفظ. وسادة العلم، وزادها حركة وازدهاوًا وقوعها في منتصف الطريق للراحلين لطلب الحديث بين الحجاز ومصر والشام من جهة، وخراسان وبلاد الجزيرة من جهة ثانية، وكذلك قربها من عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك، بغداد، والتي كانت [1] تهذيب التهذيب (11/ 218). [2] انظر: التقريب (ص 261: 2711).
نام کتاب : المطالب العالية محققا نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 155