نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 0 صفحه : 35
فئة الصوفية:
والفئة الأُخرى تتمثل في بعض الصوفية الذين بالغوا في الإِنكار على من فعل الخير وترك الشر وأَطاع الله، رجاءً في رحمته، وخوفاً من عذابه، ورغباً في جنته، ورهباً من ناره، وقالوا: لا تكن كعبد السوءِ إِن خاف عمل، ولا كأَجير السوءِ إن لم يُعط أَجراً لم يعمل!
الرد على الفلاسفة:
أَما فئة الفلاسفة "الواجبيين" فالحقيقة أَنهم غفلوا عن طبيعة البشر، وتطلعهم إِلى ما ينفهم عاجلاً أَو آجلاً، وهو جزء من تركيب فطرتهم التي فطرهم الله عليها. ولئن كان بعض الناس يستطيع التجرد عن الغايات المنوطة بالعمل، فإِن جمهور الناس لا يحركهم إِلا الرغب والرهب. وما دام الأَمر كذلك فليكن الرغب فيما عند الله، والرهب مما عنده، ولتكن المنفعة المرجوة لمن يؤدي الواجب، ويفعل الخير، فوق المنافع المادية والذاتية والآنية، لتكن منفعة أَكبر من المادة الفانية، وأَوسع من اللذات المحدودة، وأَبعد من الدنيا العاجلة، وبهذا يتحرر الإِنسان من عبوديته لبريق المادة، أَو لهوي النفس، أَو لمتاع الدنيا، ويغدو تعلقه كله بالله وما عنده، وهو خير وأَبقى {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [1].
إِن الذي خشيه المثاليون من الفلاسفة هو العمل رغبة في منافع الدنيا المادية التي تفرق الناس ولا تجمعهم، وتضعفهم ولا تقويهم، لأَن منفعة هذا ضرر على آخرين. [1] سورة النحل: 96.
نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 0 صفحه : 35