نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 0 صفحه : 31
الغنى، ولا تمهل حتى إِذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا وقد كان لفلان! " رواه البخاري.
والصدقة من الفقير الذي لا يجد إِلا جهده، أَفضل من صدقة الغني الذي يملك القناطير المقنطرة. حتى جاءَ في الحديث: "سبق درهم مائة أَلف درهم! فقال رجل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: رجل له مال كثير أَخذ من عرضه مائة أَلف درهم، تصدق بها، ورجل ليس له إِلا درهمان، فأَخذ أَحدهما فتصدق به" رواه النسائي، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، والحاكم وصحَّحه على شرط مسلم.
فالأَخير تصدق بنصف ثروته، وهو الدرهم الواحد، وربما كان في حاجة إِليه، والأَول تصدق بجزءٍ قليل منها، وهو المائة أَلف، وربما كانت لا تنقص من ثروته الضخمة شيئاً.
والصدقة في السر أَفضل منها في العلانية، لأَنها أَقرب إِلى الإِخلاص؛ وأَبعد عن الرياءِ، إِلا أَن يأْمن على نفسه آفة الرياءِ، ويريد أَن يسنّ لغيره ليقتدوا به، وفي الحديث: "صدقة السر تطفىء غضب الرب". رواه الطبراني بإِسناد حسن.
والصدقة على المستور المتعفف أَفضل من الصدقة على السائل الطواف، كما في الحديث: "ليس المسكين الذي تردّه التمرة والتمرتان، واللقمة واللقمتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يُفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأَل الناس".
والصدقة على الأَقارب المحتاجين، أَفضل منها على غيرهم، لما لهم من حق ذوي القربي، مع حق المسلم على المسلم.
نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 0 صفحه : 31