responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أثر القراءات القرآنية في الصناعة المعجمية تاج العروس نموذجا نویسنده : القادوسي، عبد الرازق بن حمودة    جلد : 1  صفحه : 160
أولا: الثلاثي المزيد بحرف:
(أ) زيادة (فَعَلَ) بالتضعيف: (فَعَّلَ).
• (يَذْبَحُونَ): قراءة في قوله تعالى: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ} [1]. [التاج: ذبح].
يأتي الفعل على زنة (فَعَّلَ) ليفيد التكثير، وقد يأتي مخففا ويفيد أيضا معنى التكثير؛ لأن المعنى لا يؤخذ من لفظ الفعل وحده، وإنما من السياق الذي وضع فيه هذا الفعل، ومن دلالات أخرى يدل عليها، كدلالة الفعل على مصدره؛ لذلك يذكر الزبيدي أن: ذَبَّحَهُ: كَذَبَحَهُ، أي أن الفعل المخفف قد يستخدم في موضع الفعل المشدد ويؤدي معناه؛ لأنه وضع في الأصل ليدل على القليل والكثير.
وليدلل الزبيدي على صحة هذا المعنى يستشهد بقراءة الزُّهْرِيِّ وابن محيصن حيث قرآ بـ "يَذْبَحُونَ" مخففا [2] في قوله تعالى: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ}، فالقراءة استخدمت الفعل المخفف في موضع الفعل المشدد والمعنى واحد. وليزيد هذا المعنى وضوحا ينقل عن أبي إسحاق الزجاج قوله: "القراءة المُجْمعُ عليها بالتَّشديد، والتخفيف شاذٌّ، والتَّشديد أَبلغُ؛ لأَنه للتّكثير و (يَذْبَحون) يَصلُح أَن يكون للقليل والكثيرِ، ومعنى التكثيرِ أَبلغُ ".
وقد أدرك أبو الفتح عثمان بن جني ذلك فقال في تعليقه على هذه القراءة: " (فَعَلْتَ) بالتخفيف قد يكون فيه معنى التكثير؛ وذلك لدلالة الفعل على مصدره، والمصدر اسم الجنس، وحسبك بالجنس سعة وعموما" [3].
• (يُمَيِّزَ): قراءة في قوله تعالى: {حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [4].
[التاج: ميز].
ذكر الزبيدي أن الأفعال: ماز، وأماز، ومَيَّزَ، تأتي بمعنى واحد، وقد استدل على ذلك بالقراءات الواردة في قوله تعالى: {حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} حيث قرئ "يَمِيزَ" مخففا من (ماز)، كما قرئ "يُمَيِّزَ" مشددا من (مَيَّزَ)، والمعنى واحد.

[1] البقرة: 49.
[2] انظر: الجامع للطبري: 1/ 385، والكشاف للزمخشري: 1/ 89، والبحر المحيط لأبي حيان: 1/ 246، وروح المعاني للألوسي: 1/ 307.
[3] المحتسب: 1/ 81.
[4] آل عمران: 179.
نام کتاب : أثر القراءات القرآنية في الصناعة المعجمية تاج العروس نموذجا نویسنده : القادوسي، عبد الرازق بن حمودة    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست