نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 43
وعلماء اللغة القدماء عدوا المعرب ليس أعجمياً؛ لأن العرب قد عربته بألسنتها فأصبح عربياً وهو قول أبي عبيد (ـ224هـ) نقله الجواليقي (ـ540هـ) في المعرب [1].
وفي هذا المعنى أشار المحدثون في قضية المعرب في القرآن حيث يقول صبحي الصالح: " أن بُعُد قريش عن بلاد العجم من جميع جهاتها لم يحل دون تسرب بعض الألفاظ الفارسية والرومية إليها، وأن مقدرة لغة ما على تمثل الكلام الأجنبي، تعد ميزة وخصيصة لها إذا هي صاغته على أوزانها وأنزلته على أحكامها، وجعلته جزءاً لا يتجزأ من عناصر التعبير فيها ... لكن اللغويين العرب حين ألفوا الكتب في المعرب والدخيل، لم يحسنوا دائماً التمييز بين العربي والأعجمي، فكثيراً ما نفوا أعجمية لفظٌ لأن القرآن نزل به، وليس في القرآن عندهم دخيل، وكثيراً ما زعموا عجمة لفظ من غير أن يقيموا عليها الدليل " [2].
ولم تلجأ العربية كما تقول د. عائشة بنت الشاطئ " الى الدخيل إلا عند الضرورة وبعد إخضاعه للصيغ العربية من الحاق أو تغيير نطقه إشعاراً بأنه صار ملكاً لها، واستطاع علماء اللغة من عصر التدوين أن يستخلصوا قواعد لمعرفة المعرب، فالأمر لم يترك لفوضى بل خضع لقواعد تجري عليها فيما تأخذه من اللغات الأخرى من هنا جاز لبعض اللغويين أن يرفضوا القول بأن في القرآن ألفاظاً غير عربية، لا يعنون بذلك أن هذه الألفاظ لم تكن في أصولها من لغات رومية أو سريانية أو حبشية أو فارسية ولكنهم يعنون أن العرب عربتها بألسنتها وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية، ثم نزل القرآن الكريم، وقد دخلت هذه الحروف من كلام العرب " [3].
لكن محمد صديق حسن خان لم يشر الى هذه الناحية بل إلى كثرة الألفاظ العربية وغلبتها عن غيرها من الألفاظ في القرآن الكريم. [1] ينظر: المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور الجواليقي: 5، ينظر: دراسات في فقه اللغة: 368 - 371. [2] دراسات في فقه اللغة: 366، 370 - 371. [3] لغتنا والحياة: 45.
نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 43